لوبوان تي أن ꞉
أثارت الشكاية التي تقدم بها الأمين العام لحزب نداء تونس سليم الرياحي ضد الشاهد وسليم العزابي ولزهر العكرمي ومدير العام الامن الرئاسي اهتمام كل المتابعين للشأن السياسي لخطورتها باعتبارها تتحدث عن انقلاب والتأمر على الدولة ومن شانها أن تزعزع الامن العام واعتبر البعض أن هذه الشكاية هي محاولة للخروج من الملفات الحارقة التي يتورط فيها منها ملف فساد خطير في النادي الإفريقي وملفات أخرى لا تقل عنها شانا وهي تعد كذلك محاولة للانتقام من الشاهد بعد أن تحول إلى غريمه المباشر خاصة عندما كان يستعد إلى الانضمام بنوابه إلى كتلة الائتلاف الحاكم وتصور انه سيكون فاعلا ضمن هذه الكتلة وليس جزء عادي سليم الرياحي في تقديرات المحللين السياسين يرغب في الزعامة ولكنه ظاهرة صوتية ويمرولا يمكن أن يكون في الصف الامامي . وفي هذا الإطار اعتبر الناشط السياسي الأستاذ عبد الواجد اليحياوي في قراءة له لخلفيات هذه الشكاية انه بعد سقوط حكومة الصيد وعدم عودة وزراء الرياحي للحكومة الجديدة برئاسة الشاهد اصبح الرياحي عدوا معلنا للشاهد ولما كانت موازين القوى لفائدة غريمه نظرا لمساندة رئيس الدولة له فقد اختار الانسحاب من الحياة السياسية والصمت خاصة بعد حجز املاكه وتحجير السفر عليه..
مع الخصومة بين الرئيس والشاهد خرج الرياحي من قمقمه ولكن هذه المرة كجني لفائدة الشاهد.واضاف انه خلال ساعات وبعد ان كان حزب الرياحي الأعلى صوتا في المطالبة برحيل الشاهد اصبح اكبر مسانديه الى درجة انضمام نوابه الى ائتلاف الشاهد النيابي مع الانعقاد السريع لدائرة الاتهام ورفع تحجير السفر عن الرياحي..
فجأة عاد الرياحي الى الواجهة واصبح يتحدث عن قطب حداثي عصري يمثل تحالفه مع الشاهد حجر أساسه.
ونوه محدثنا انه مع الوقت اكتشف الرياحي انه لن يكون شريكا في المشروع الجديد وان المشروع الجديد هو فقط مشروع الشاهد المحاط بمجموعات ضغط سياسية ومالية واعلامية وان حزبه سيكون مجرد مكون من مكونات الحزب الجديد كما اكتشف ان المشروع اكبر من مجرد بناء حزب سياسي..وانه مخطط كامل للسيطرة على الدولة والحكم..
قرر الرياحي ان ينقذ حزبه من الذوبان في حزب الشاهد ولم يكن امامه سوى وضع جميع بيضه في سلة الرئيس مقابل موقع يحقق له وهمه بأنه شريك حقيقي داخل مشروع سياسي..
عقد مجلسا وطنيا سريعا وتحدث عن انقلاب يحاك ضد الباجي ثم انضم سريعا لنداء تونس ولكنه انضمام قوبل برفض داخل النداء وخارجه ورفعت عنه الحصانة السياسية والاعلامية حيث بعد اسابيع من الهدنة عندما كان مع الشاهد عادت الآلة الاعلامية التابعة لرئيس الحكومة لسلخ الرياحي كما عاد كابوس التتبعات القضائية وهو الذي يعرف اليد الطولى لرئيس الحكومة ..
وفي تقديره اليوم الرياحي قرر ان يخوض المعركة الحاسمة قاتلا او مقتولا..
الرياحي الطارئ على المنظومة السياسية اراد ان يلعب على تناقضات تلك المنظومة ولكنه لا يملك الوسائل ليصبح جزءا منه. وأضاف سقط في كماشة الدولة العميقة التي يمثل الشاهد اختيارها الحالي وستقوم طاحونة الدولة القديمة بطحن كل احلامه والرمي له خارج السياسة..
هاجر وأسماء