
لوبوان تي ان:
تحتضن قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة سهرة خاصة يوم الاحد 14ديسمبر 2025على الساعة الثامنة والنصف مساءً تنظمها وتقدمها أيام قرطاج السينمائية في دورتها السادسة والثلاثين، تكريمًا للنجمة التونسية ذات الإشعاع العالمي كلوديا كاردينال، في لحظة احتفائية تجمع بين الذاكرة والوفاء والاعتراف بمسيرة فنية استثنائية انطلقت من تونس وعبرت إلى العالم.
يفتتح برنامج السهرة بعرض الفيلم القصير «سلاسل من ذهب» (1956)، الذي يمتد على 18 دقيقة، وهو تحفة فنية نادرة تحمل توقيع العملاق مصطفى الفارسي والمخرج الفرنسي René Vautier، وتُعد من أبرز الشهادات المبكرة على تشكّل السينما التونسية الحديثة. وقد كانت كلوديا كاردينال إحدى بطلات هذا العمل، في ظهور سينمائي أول يكشف عن موهبة فطرية وحضور آسر، سبق سنوات طويلة من النجومية العالمية.
ويلي ذلك عرض الفيلم الوثائقي القصير «Claudia Cardinale, la plus belle italienne de Tunis»، في مدة 26 دقيقة، بإمضاء المخرج محمود بن محمود، الذي قدّم في هذا العمل معالجة سينمائية أنيقة وعميقة، أعاد من خلالها تقديم كلوديا كاردينال بوصفها امرأة مشدودة إلى ذاكرتها الأولى، وإلى تونس بوصفها فضاء الهوية والتشكّل. فيلم يتجاوز السرد التوثيقي التقليدي ليغوص في المشاعر والحنين والانتماء، بلغة بصرية شاعرية وبصوت إنساني دافئ.
وتبلغ السهرة ذروتها مع عرض الفيلم الوثائقي «كلوديا كاردينال… تونس الجمال والبهاء»، وهو عمل أُنجز سنة 2025 برعاية وزارة الشؤون الثقافية، وبإشراف وإنتاج المركز الوطني للسينما والصورة CNCI، من سيناريو وإخراج لطفي البحري، في مدة 45 دقيقة. يقدم الفيلم رحلة داخل وجدان كلوديا المرأة التونسية الشامخة بأصلها وجذورها، والنجمة السينمائية العالمية التي لم تتخلّ يومًا عن هويتها، وظلّت في كل المحافل الثقافية والإعلامية الدولية تعبّر بفخر واعتزاز عن انتمائها العميق لتونس.
إن هذا التكريم لا يقتصر على الاحتفاء باسم سينمائي لامع، بل يؤكد مرة أخرى العلاقة التي ربطت كلوديا كاردينال بوطنها الأم، تلك العلاقة التي صمدت أمام الزمن والمسافات، وبقيت وفية للأرض التي شهدت بداياتها الأولى. هي سهرة ذاكرة ووفاء، تلتقي فيها السينما بالتاريخ، ويستعاد فيها وجه من أجمل وجوه تونس الثقافية، امرأة حملت وطنها في القلب.




