
لوبوان تي آن – كتب سفيان رجب
في أجواء من الفخر والاعتزاز، أحيت سفارة جمهورية مصر العربية بتونس ومكتبها العسكري، مساء الاثنين 6 أكتوبر، الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة، التي تظل واحدة من أعظم صفحات التاريخ العربي الحديث، وأبرز محطات الكرامة الوطنية التي جسدت وحدة الصف والإرادة بين الشعوب العربية.
احتفال في تونس بنكهة الانتصار والوفاء
وقد أقامت السفارة المصرية حفلا رسميا بهذه المناسبة بحضور عدد من الوزراء والدبلوماسيين وشخصيات وطنية تونسية، تقديرا لتلك اللحظة الخالدة التي غيّرت وجه المنطقة وأثبتت أن الإرادة قادرة على صنع المستحيل.
وقد أكد سفير مصر في تونس، خلال كلمته، أن ذكرى السادس من أكتوبر ليست مجرد محطة عسكرية فحسب، بل رمز للثقة بالنفس، ولتلاحم الجيش والشعب، ولقدرة الأمة العربية على استعادة مكانتها حين تتوحد الكلمة والهدف.
وأضاف أن العلاقات التونسية – المصرية تمثل امتدادا لتاريخ مشترك من النضال والتعاون، وأن البلدين يعملان اليوم بروح أكتوبر نفسها لبناء مستقبل آمن ومستقر للمنطقة.
تهنئة الرئيس قيس سعيّد للرئيس عبد الفتاح السيسي
وبهذه المناسبة، أجرى رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد مكالمة هاتفية مع أخيه فخامة الرّئيس عبد الفتّاح السّيسي رئيس جمهوريّة مصر العربيّة لتهنئته وتهنئة الشّعب المصري الشّقيق بالذّكرى الثّانية والخمسين لحرب العبور يوم السادس من شهر أكتوبر 1973.
وأكّد رئيس الدّولة على أنّ هذا العبور التاريخي الذي استعادت به الأمّة كرامتها وعزّتها سيبقى خالدا وسيكون مصدر إلهام لاستعادة الأمجاد كلّها.
وكانت هذه المكالمة مناسبة عبّر فيها الرّئيسان مجدّدا عن العزم المشترك والإرادة الثّابتة لمزيد تطوير العلاقات التاريخيّة المتميّزة التي تربط البلدين والشّعبين الشّقيقين.
أكتوبر… رمز النهوض العربي
وتعد حرب أكتوبر 1973 علامة فارقة في التاريخ العربي، حيث تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، في عملية عسكرية مدهشة أعادت للعرب ثقتهم بأنفسهم وأكدت أن النصر ممكن متى توحدت الإرادة.
ولئن مرت أكثر من خمسة عقود على ذلك اليوم العظيم، فإن روح أكتوبر ما تزال حاضرة في وجدان الأمة، كرمز للصمود والتحرر الوطني والإرادة السياسية المستقلة.
وفي تونس، لا تخفى المكانة الخاصة التي تحظى بها هذه الذكرى، لما تمثله من تاريخ مشترك للنضال العربي المشترك، وقيم التضامن بين الشعوب ضد العدوان والهيمنة.
من نصر السلاح إلى نصر البناء
والواضح اليوم أن القيادة المصرية الحالية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي تمضي بروح أكتوبر نفسها نحو معركة التنمية الشاملة، مستبدلة البندقية بخطط الإصلاح والبناء، والعزيمة العسكرية بإرادة سياسية قوية للنهوض بالدولة المصرية الحديثة. مع المحافظة على هيبة وصلابة القوات العسكرية وتأهبها لصد كل عدوان داخلي او خارجي يمكن ان يمس من سيادة وأمن مصر.
تونس ومصر… وحدة المصير
وتشهد العلاقات التونسية المصرية في السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً، من خلال تنسيق سياسي واقتصادي متزايد، وتبادل زيارات رفيعة المستوى، ومشاريع تعاون في مجالات النقل والطاقة والثقافة والتعليم.
تجمع تونس ومصر اليوم قناعة راسخة بأن أمن المنطقة العربية لا يتجزأ، وأن التعاون بين العواصم العربية الكبرى هو الطريق الأنجع لحماية المصالح المشتركة ومواجهة التحديات الإقليمية، من الإرهاب إلى الأزمات الاقتصادية.
وبينما يحيي الشعبان التونسي والمصري هذه الذكرى المجيدة، يتجدد الإيمان بأن أكتوبر لم يكن فقط معركة لتحرير الأرض، بل محطة لإعادة بناء الثقة في الذات العربية، وفي قدرة الأمة على النهوض مهما اشتدت الصعاب.