لوبوان تي آن- يبدو ان الحياة السياسية في تونس ستشهد متغيرات ومفاجآت عديدة في الايام القادمة أملا في تغيير الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وتوضيح الرؤى قبل الانتخابات القادمة..
فحسب تصريحات أهل الحل والعقد في دنيا السياسة وأخرها تصريح راشد الغنوشي اليوم في سوسة بان امكانية تغيير رئيس الحكومة وارد قبل الانتخابات وتعويضها بحكومة تكنوقراط او حكومة انتخابات اكثر من ممكن وهو نفس الراي الذي يطالب به الرئيس الباجي قائد السبسي منذ مدة..ولا نخال ان توافق الراي بين الشخصيتين الفاعلتين اليوم في تونس لن يكون له صدى وتاثير وربما حتى تفعيل..
الرحيل اقرب الى الشاهد
المؤكد ان يوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالي غير من السرعة في اطار تحقيق طموحاته السياسية ولم يعد يخف نواياه مستغلا امكانيات الدولة ورجالاتها للوصول الى مبتغاه وهو ما لم يرق للمسؤولين السياسيين في تونس.. ويبدو ان النقطة التي افاضت الكاس هي زيارة الشاهد الى فرنسا وتقديمه لبرامجه المستقبلية (الى حد ما برنامج انتخابي) اما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون..
التخلي عن الشاهد ومطالبته بالاستقالة اذا كان ينوي خوض الانتخابات القادمة خاصة بعد تاسيسه لحزب “تحيا تونس”، اصبح امرا اكثر من وارد.. لكم من سيكون البديل المنقض والذي بامكانه تامين انتخابا ديمقراطية وفي نفس الوقت اصلاح ما فسد في البلاد في مختلف القطاعات؟؟؟
من يكون البديل؟
شخصيتان لا ثالث لهما يمكن ان يتولى احدهما المهمة وهما المنذر الزنايدي والحبيب الصيد…شخصيتان يلاقيان اجماعا من قبل كل الاحزاب والشخصيات السياسية وخاصة من قبل عامة الشعب الذي فقد الثقة في جميع الساسة الحاليين..
فمنذر الزنايدي، الذي فضل ان يكون بعيدا نوعا ما عن السياسة ومشاغلها يرى الاغلبية انه رجل المرحلة، ولد في مدينة تونس، درس في المدرسة الصادقية ثم زاول تعليمه العالي في المدرسة المركزية بباريس التي تخرج منها عام 1973 كما تحصل عام 1976 على شهادة من المدرسة القومية للإدارة في فرنسا.
عمل منذ 1976 في القطاع العام أولا كمكلف بمهمة بديوان وزير الاقتصاد الوطني ثم شغل خطة مدير عام مساعد بالديوان القومي للسياحة من 1978 إلى 1981، تولى بعدها إدارة ديوان وزير الاقتصاد الوطني فمنصب رئيس مدير عام الديوان التونسي للتجارة في 3 سبتمبر 2007 وشغل منصب وزير السياحة ووزير التجارة ووزير للصحة العمومية وبقي في المنصب حتى 14 جانفي 2011 تاريخ حل الحكومة. بعد الثورة غادر البلاد للعيش في فرنسا ولم يكن محل تتبع في اي قضية كانت رغم الاجراءات الاحترازية التي اتخذت ضده بعد الثورة.
وبتاريخ 14سبتمبر 2014 عاد الزنايدي الي تونس بعد 4 سنوات من الاقامة في وحظي باستقبال شعبي هام مما شجعه ذلك للترشح للانتخابات الرئاسية أملا منه في خدمة تونس واستغلال خبراته وعلاقاته الدولية الكبيرة من اجل ذلك الهدف.
الزنايدي يحظى اليوم بثقة كل الاحزاب والاطراف السياسية وهو محل استشارة القيادات الحاليين وليس بالغريب ان يتم ترشيحه لتولي رئاسة الحكومة في هذه المرحلة الصعبة وهو صاحب الخبرة والحنكة السياسية والعلاقات الكبيرة الى جانب نظافة اليد والنجاح حيثما مرّ..
الشخصية الثانية التي يمكن ان تعوض الشاهد وتهود الى سدة الحكم عبر كرسي القصبو هو الحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق والمستشار السياسي الحالي لرئيس الجمهورية.
الحبيب الصيد، الذي خرج مقالاً من منصبه السابق كرئيس حكومة، بعد صراع مع الرئاسة أثر خلاله التوجه إلى البرلمان لعرض نيل الثقة من جديد، وهو ما لم يحصل، بعد رضوخ حركة “النهضة” لرغبة حليفها “نداء تونس”، وقبلت بسحب الثقة بعدما كانت معارضة لإقالة الصيد.
صمت الصيد بعد إقالته طيلة هذه الفترة، أثبت أنه رجل دولة بالفعل، وبيّن أنه أهل للثقة، ونجح في إدارة مرحلة ما بعد إقالته. ولد الحبيب الصيد في مطلع جوان 1949في مدينة سوسة الساحلية، وحصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية عام 1971 من جامعة تونس، ثم على شهادة دراسات عليا في الاقتصاد الفلاحي من جامعة مينسوتا الأمريكية عام 1974. شغل الصيد سابقا مناصب عديدة في الإدارة والحكومة التونسية، قبل وبعد الثورة.
ففي عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي شغل الصيد منصب مدير ديوان وزير الفلاحة من 1993 إلى 1997 ثم مدير ديوان وزير الداخلية من 1997 إلى 2000 وعضو المجلس الوطني للفلاحة من 1992 إلى 1995. وشغل الصيد منصب وزير دولة لدى وزير الفلاحة من 2001 إلى 2003 فكلف بالصيد البحري ثم بالبيئة. وعين الحبيب الصيد وزيرا للداخلية في حكومة الباجي قائد السبسي كما عين الصيد مستشارا للأمن القومي لرئيس الحكومة حمادي الجبالي خلال حكم النهضة التي قادت البلاد عقب انتخابات المجلس التأسيسي عام 2011…وهو ما يعني ان الصيد عمل مع كل الاطراف والاطياف السياسية ولم يكن ولاءه الا للدولة لذيك يحظى اليوم بثقة الجميع ومن غير المستبعد ان تمنح له الثقة من جديد لتراس الحكومة وعو العارف بخبايا الحكم والدولة.
وماذا عن رئاسة الجمهورية؟
اذا يمكن اللجوء الى احد هاتين الشخصيتين للانقاذ عبر القبول بخطة رئيس حكومة..لكن يمكن لو تواصل حكم الشاهد ان نرى الزنايدي او الصيد مرشحين للانتخابات الرئاسية..ترشيح يمكن ان يكون مفاجأة ويمكن ان يكون حتى من قبل الاحزاب..فمن غير المستبعد اذا ما قرر الرئيس الباجي قائد السبسي عدم خوض تجربة انتخابية جديدة، ان نرى الزنايدي او الصيد مرشحا للنداء او توصية ودفع من الباجي نفسه خاصة ان النداء اليوم لا يتوفر على شخصية لها حظوظ النجاح والفوز في الانتخابات..والزنايدي او الصيد اذا ما تم ترشيح احدهما من قبل النداء فالنجاح المؤكد سيكون حليفهما وسيكون المرشح وكانه المنقض للنداء نفسه وكذلك المنقض للبلاد التي لم يعد امامها عديد الحلول لمنع وصول نهضاوي الى قصر قرطاج.
والشخصيتين يمكن ان يكون احدهما كذلك الحل بالنسبة للنهضة نفسها اذا لم تكن ترغب في كرسي قرطاج وتفضل المسك بزمانم القصبة خاصة ان ترشح احدهما امام أي مرشح للنهضة للرئاسية سيغلب الكفة لفائدة الزنايدي او الصيد اذا ما وجدا نفس الالتفاف الذي وجده قائد السبسي في الانتخابات السابقة.
عموما وكما قلنا، فان الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت السياسية ومنها خروج الزنايدي والصيد الى الأضواء وحتى الى الصفوف الامامية لقيادة البلاد وتحمل مسؤولية الانقاذ والاكيد ان تاريخهما وسيرتهما الناجحة والنظيفة ووطنيتهما تخولان لهما تولي المهمة واعطاء الامل لاغلب التونسيين.
غسان الصديق