لوبوان تي ان :
أبلغ العديد من أعضاء الجالية العربية والإسلامية والفلسطينية مكتب نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس رفضهم الإجتماع إليها الذي كان مقررا يوم الاثنين (12/2/2024) بناء على دعوة منها مما يمثل أحدث علامة على العقبات التي يواجهها البيت الأبيض وحكومته في محاولة تحقيق تقدم مع العرب والمسلمين الأميركيين الذين يحتاج أصواتهم في الانتخابات الرئاسية القادمة.
ويواجه الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس تظاهرات مئات الآلاف من المتظاهرين في أنحاء الولايات المتحدة الذين يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزة ويتهمون البيت الأبيض بالمشاركة في العدوان الصهيوني على غزة وتدميرها، فيما يشهد الحزب الديمقراطي الذي يتراسه بايدن انقساما شديدا حول دعم بايدن للكيان الصهيونيفي عدوانه على قطاع غزة.
وكان مكتب هاريس عقد الأسبوع الماضي اجتماعا افتراضيا مع عشرة مشاركين من العرب الأميركيين – بما في ذلك نشطاء ومنظمات تمثيلية – لمناقشة موضوعات، بما في ذلك العدوان الصهيوني على غزة والدور الأميركي فيه. وكان ذلك الاجتماع يمهد للاجتماع الذي كان مقررا يوم الاثنين والذي لن يعقد في موعده حيث يأمل مكتب هاريس أن يواصل التفاوض مع الرافضين لتحديد موعد آخر.
غير أن ما أسفر عنه اجتماع عقده مجموعة من مسؤولين أميركيين بارزين يوم الخميس الماضي مع عدد من الشخصيات العربية والإسلامية والفلسطينية الأميركية في ولاية ميتشيغان لا يبشر بإمكانية نجاح جهود مكتب هاريس لعقد اجتماع قريب، إذ لم يقدم مسؤولو البيت الأبيض يوم الخميس ما يقنع الجالية العربية والإسلامية الأميركية حول جدية موقف البيت الأبيض لوقف العدوان الصهيوني على غزة.
وردا على سؤال حول هذا الاجتماع، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير: “نريد أن نسمع منهم مباشرة”، مضيفة أنه من المهم لقادة المجتمع “أن يكونوا قادرين على التحدث مباشرة إلى المسؤولين في البيت الأبيض”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن عباس علوية المتحدث باسم منظمة “استمع إلى ميتشيغان” قوله “إن رفض الرئيس بايدن تغيير المسار أو حتى الاعتراف علنا بأخطائه هو إهانة خطيرة للناس هنا في ميشيغان ، لديمقراطيي ميشيغان على وجه الخصوص” ، مشيرا إلى أنهم سيمتنعون عن التصويت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للولاية في 27 فبراير وسيواصلون مطالبتهم بايدن بدعم وقف إطلاق النار في غزة. واتهم علوية حكومة بايدن بالنفاق “المتمثل في إخبارنا سرا بأن الإدارة ارتكبت أخطاء بينما تستمر في الفشل في محاسبة نتنياهو علنا، إنه عرض صارخ للإفلاس الأخلاقي الذي سيكون له عواقب سياسية هنا في ميشيغان”.
وكانت هاريس واجهت في زياراة لها في ولاية كاليفورنيا للحديث حول موقف البيت الأبيض من بعض القضايا الاجتماعية مثل الإجهاض اتهامات للبيت الأبيض لدوره في مجازر غزة والابادة الجماعية التي تقترفها قوات العدوان الصهيوني حيث قاطع أحد المتظاهرين هاريس خلال خطابها في سان هوزيه متهما إدارة بايدن بالمشاركة في إبادة غزة كما قوطع خطابها في سافانا بولاية جورجيا من قبل متظاهرين. وبعد دقائق قليلة من خطابها، صاحت إحدى المتظاهرات: “عار عليكم” و”أنتم ترتكبون إبادة جماعية”، في غزة.
وقد أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة “سي إن إن” أن 34٪ من الأميركيين يوافقون على تعامل بايدن مع العدوان الصهيوني على غزة و 51٪ من الديمقراطيين يقولون إنهم يوافقون على تعامله مع العدوان لكن هذه النسبة تنخفض بين الديمقراطيين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما إلى 35٪ فقط.
محمد دلبح – واشنطن –