لوبوان تي ﺁن:
تساؤل يطرح ونحن على مشارف الانتخابات الرئاسية هل انه من مصلحة تونس أن يتم انتخاب شخصية مستقلة ليس لها إي اتماء حزبي على رأس الولة ؟وهل أن شخصية بهذه المواصفات قادرة على تحقيق الاضافة خاصة وانه مع تغيير رزنامة الانتخابات والذي املته الظروف بعد وفاة رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائ السبسي وتقديم الانتخابات الرئاسية على التشريعية فان موازين كلها تغيرت وذلك على اعتبار أن التصويت لرئيس الجمهورية مهما كان لن يكون له معنى إلا إذا اعطاه التونسيين أغلبية مريحة في البرلمان تمكنه من إدخال التعديلات على النظام السياسي وإلا نتخابي وتغيير البلاد وإذ كانت الشخصية المستقلة لا تحضى بدعم حزبي واسع يمكنها من الحكم الفعلي للبلاد لن يكون بوسعها القيام بتغيير وسيكون رئيس صوري وتبقى البلاد في نفس النفق المظلم لذلك نادى البعض بالتصويت المنسجم تجنبا للوقوع في الفخ من ضمنهم النائب كريم الهلالي في تدوينة له هذا نصها :
“سمعت بعض الشخصيات و
حتى منظمات تنادي بانتخاب مستقل على رأس الدولة . هذا الكلام من الممكن أن يكون له
بعض من المعنى لو بقيت الروزنامة الانتخابية على حالها أي انتخابات تشريعية ،
إعلان النتائج ثم انتخابات رئاسية. اما وقد تغيرت الروزنامة فقد تغيرت معها
الموازين رأسا على عقب وأصبحت الإنتخابات الرئاسية ذات أهمية قصوى تفوق الإنتخابات
التشريعية لماذا؟ لانو التصويت لرئيس الجمهورية مهما كان لن يكون له معنى إلا إذا
أعطاه التونسيين أغلبية مريحة في البرلمان تمكن
الرئيس الجديد من إدخال التعديلات الضرورية على النظام السياسي و الإنتخابي و
تغيير البلاد في العمق بكسر القيود الاقتصادية التي تكبلها.
انتخاب رئيس للجمهورية ثم تمكينه من أغلبية برلمانية ، هذا المطلوب من التونسيين
و التونسيات اليوم ، تصويت منسجم
( vote cohérent ) , الشخصية المستقلة التي لا تحضى بدعم حزبي واسع
يمكنها من الحكم الفعلي للبلاد لن يكون بوسعها فعل أي شيء وسيكون تقريبا رئيس صوري
لا حول ولا قوة له و رهين من بقي حوله من اللوبيات و المصالح التي اوصلته لى قصر
قرطاج .
تقديم الإنتخابات الرئاسية على التشريعية مطلب مهم جدا للرئيس الراحل سي
الباجي في الحوار الوطني رفضته النهضة مطلقا لأنه لا يتماشى و نظرتها للحكم
ومصالحها الذاتية . بوفاته سي الباجي أعطى فرصة حقيقية للتوانسة لقلب النظام
السياسي بتغليب موازين القوى لمؤسسة الرئاسة مقارنة بالبرلمان وهذا سيكون
لهوانعكاس جد إيجابي على نظام الحكم في تونس الذي أصيب بالشلل في وقت ما ، هذه
الفرصة لن تتجسم باختيار مستقل لا سند سياسي له وإنما باختيار شخصية وطنية سياسية
بامتياز لها تجربة واسعة في الحكم و خبرة في العلاقات الدولية و تمكين الحزب
السياسي الذي تنتمي إليه هذه الشخصية من الأغلبية في البرلمان.
التصويت المنسجم هو الخيار الصائب الذي فيه مصلحة تونس ، هو الخيار الذي
سيخلق قوة سياسية و مؤسساتيةحقيقية تحكم تونس و تخرجها من الوضع الحالي إلى درجة
أعلى من الرقي و التقدم . اما لا قدر ألله اذا كان التصويت غير منسجم ، أي رئيس لا
لون سياسي له أي ” مستقل ” أو من لون سياسي معين ثم انتخاب برلمان بلون
سياسي مختلف دون أغلبية واضحة وقتها لن يكون بالإمكان حكم البلاد و سندخل في نفق
مظلم قد لا نخرج منه سالمين
.
الكرة في مرمى التونسيين و التونسيات ليقطعو مع خمس سنوات من اللاحكم ، خمس
سنوات من التجاذبات عشتها شخصيا وواكبتها بين مؤسسة رئاسة الجمهورية و مؤسسة
البرلمان و الحكومة وعاينت اضرارها وانعكاساتها الوخيمة على واقع البلاد . اختارو
تصويتا منسجما يمكن من اختيار رئيس قوي لتونس بأغلبية تسنده في مشروعه الإصلاحي.
هذه ليست انتخابات بلدية قد يكون للمستقلين فيها دور مهم بحكم انها انتخابات قرب ،
هذه انتخابات وطنية تحتاج إلى رئيس قوي تدعمه أغلبية برلمانية واضحة التوجهات و
منسجمة .
لا دخل للعواطف و الجهويات و الصداقات في مثل هذه اللحظة التاريخية و
المفصلية من تاريخ تونس. تونس أمانة بين أيدينا جميعا.
اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد
.”
هاجر وأسماء