لوبوان تي ﺁن꞉
تعددت القراءات بعد تصريحات الصهيوني “ايدي كوهين” والتي اجمعت كلها أن هناك مؤامرة تحاك من اجل بث الفوضى في الجزائر ومن ثمة تغيير الحكم وفي هذا السياق اكد الناشط الحقوقي رضا رادية أن تصريح “كوهين ” يحيلنا إلى عدة نقاط استفهام يجب فك شفراتها وتحديد ابعادها واهدافها من خلال عدة معطيات
اولها كل المؤشرات الإقليمية والدولية تؤكد بأن الجزائر مستهدفة من طرف المنظومة الاستعمارية الامبريالية الغربية وذلك لعدة أسباب سياسية جيواستراتيجية و اقتصادية، فالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا عملتا منذ سقوط بغداد سنة 2003 ، على استثمار تلك الحادثة التي أخلت إلى حدٍ كبير بموازين القوى في المنطقة العربية .فالعراق كان يمتلك واحداً من أقوى الجيوش في المنطقة، الجيش الأمريكي جعل من هذه الدول العربية المقاومة بعد احتلالها قاعدة تنصت وتجسس وتدريب للإرهابيين القادمين من مختلف انحاء العالم، فأعادت واشنطن إنتاج نسخ القاعدة المعدلة كأبو مصعب الزرقاوي، وحرصت عند انسحابها من هناك على تكوين وتدريب إرهابي داعش في مراكز وقواعد تدريب أمريكية سرية، ثم سرعان ما استعملتها بكفاءة عالية بعد سنوات الربيع العربي سنة 2011، ضدَّ كل الدول التي شاركت في حرب سنة 1973 ضدَّ الكيان الصهيوني والتي كانت حرباً أمريكية بامتياز ولم يتبق إلاَّ الجيش الجزائري الذي عمل حلف الناتو تحت القيادة الأمريكية وبمعاونة الاستخبارات الفرنسية باستهدافه وحصاره الغير مباشر، عن طريق قيامهم بضرب ليبيا وإسقاط نظامها ونشر الخراب والفوضى فيها وتكوين وتغذية العصابات الإرهابية ورعايتها، وذلك تنفيذاً لما قاله “نيكولا ساركوزي” لمقربين منه كما يروي ذلك الصحفي الفرنسي الشهير ميشال فوكو، بعد ليبيا سيأتي دور سوريا وبعد سوريا سيأتي دور الجزائر بالتأكيد، فالتقارير الاستخباراتية وحتىَّ الإعلامية حسب ذكر “رادية” تقول بأن دونالد ترامب ينوي احتلال ليبيا عسكرياً وهناك حوالي 10 آلاف جندي أمريكي سيتم نقلهم من القواعد الأمريكية في كندا لتدخل في ليبيا تحت شعار مكافحة الإرهاب، والهدف هو سرقة النفط الليبي وإقامة قواعد عسكرية دائمة لها كما فعلوا في شمال سوريا حيث توجد لديهم حوالي 13 قاعدة عسكرية هناك، فكل دولة لا توافق على إقامة قواعد غربية وأمريكية فوق أراضيها سيكون مصيرها التدمير الشامل، و العناوين دائما جاهزة وأبرزها مكافحة الإرهاب، والذي عملت الدول الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على صناعته وتغذيته فكرياً ومالياً وتسليحياً، واستعملوه كمطية لتَّسلل إلى هذه البلدان العربية وتحطيم جيوشها القومية.
وأضاف بان فرنسا التي تدخلت في شمال مالي بضوء أخضر أمريكي لمُحاصرة القوات الجزائرية في الجنوب وإشغالها تكتيكياً بحرب عصابات مخطط لها بدقة، وإقامة قاعدة لها في شمالها وبالتحديد في منطقة “أغاداس” وهي المنطقة التي تستعملها واشنطن في محاولتها مراقبة الحدود الجنوبية للجزائر من أجل إيجاد ثغرات جغرافيا لتسلل منها، والقيام بعمليات إرهابية تستهدف حقول النفط الغاز الجزائرية على غرار حادثة تيقنتورين الإرهابية.
واكد في نفس الاطار ان السيناريو الغربي لتدمير الجزائر وتقسيمها سيكون وفق السيناريو السوري، بمعنى احتلال عسكري مباشر في ليبيا، ونقل الدواعش من مناطق القتل السَّاخنة في الشرق الأوسط إلى مدن “سرت “والمدن الحدودية الملاصقة للجزائر، وتسليحهم و جعلهم جاهزين لاستهداف الجزائر في الوقت المناسب، لاستثمار الثورة التي يحضرون لها عن طريق عملائهم في السُّلطة والمعارضة، ثم تحويلها من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة، وبالتالي انسحاب الجيش الجزائري من الحدود الجنوبية والشرقية والغربية، وهذا ما سيسمح لهم بإدخال مختلف أنواع الأسلحة والجماعات الإرهابية إلى العمق الجزائر، مع إشراك وسائل إعلام عربية كبرى ومساهمة دولة خليجية بعينها كما يخطط لذلك في باريس حالياً، فالجزائر بالنسبة لهم قد خرقت كل الخطوط الحمراء بتعاونها العسكري الوثيق مع الصين وروسيا و عزمها على تصنيع دبابات ت 90 الروسية والتي تعتبر واحدة من أكثر الدبابات المتطورة في العالم، بحسب العقد الذي وقعته شركة روسبورونإكسبورت الروسية مع وزارة الدفاع الجزائرية لإنتاج حوالي 200 دبابة قتال رئيسية روسية في الجزائر كدفعة أولى سوقية بقيمة تتجاوز 1 مليار دولار سنوياً، وهو واحد من أكبر عقود تصدير الدبابات الروسية التي تمَّ توقيعها في السنوات القليلة الماضية، المؤامرة التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الجزائر تطبخ في عواصم غربية وعربية على نار هادئة.
وشدد الحقوقي رضا رادية بانه على أجهزة المخابرات الجزائرية أن تقوم بإعداد خطط أمنية وإستراتيجية محكمة لتصدي لفرق الفئران القارضة التابعة لفرع الاستخبارات الخارجية الأمريكية، والتي تعد واحدة من أخطر الفرق التخريبية العالية التدريب، والتي تمتلكها أجهزة المخابرات الأمريكية لإحداث الاضطرابات والفوضى في البلدان التي تريدها وزارة الدفاع الأمريكية، فهي من كانت وراء قتل وقنص المتظاهرين في القاهرة، واستهدافهم برصاصات مباشرة في القلب والرأس و بأسلحة عالية التقنية ومتطورة جداً، لم تكن موجودة في الترسانة العسكرية المصرية أو حتىَّ الصهيونية وقتها. وأضاف وانه منذ مطلع منذ أشهر طويلة على كل ما يصدر من دراسات وأبحاث وتحليلات ومقالات صحفية وتقارير استخباراتية عن ما يحاك في الغرف المظلمة ضدَّ الدولة الجزائرية، فرغم كل النقائص و الفساد المستشري، ولكن لا تزال الجزائر عسكرياً وجيواستراتيجياً بالإضافة إلى ووجود ثقافة عربية وطنية قومية لدى شعبها، تؤرق الكثير من الدول الغربية التي لا تريد لها إلاَّ أن تكون دولة منبطحة ومطبعة مع الكيان الصهيوني، وترهن بالتالي مواردها الطبيعية واستقلاليتها الخارجية إلى دول الغرب وعلى رأسها طبعاً الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا الاستعماريتين..وانه في إفشال الانتخابات الرئاسية المقبلة هو نجاح للقوى التخريبية التي تريد أن تعصف بالمنطقة كلها.