لوبوان تي ان :
وجه الاميركيون العرب والمسلمون في ولاية ميتشيغان يوم الثلاثاء صفعة قوية للرئيس الأميركي جوزيف بايدن بعدم التصويت له في الانتخابات التمهيدية عقاباً له على موقفه الداعم والمشارك في جرائم الابادة الجماعية التي ترتكبها قوات العدوان الصهيوني في قطاع غزة. وخسارة بايدن لولاية ميتشيغان وولايات اخرى يحظى الاميركيون العرب والمسلمون بنسبة مهمة من الأصوات الانتخابية سيعرض بايدن لخسارة الانتخابات القادمة لصالح منافسه الجمهوري الذي يتوقع ان يكون دونالد ترامب.
فقد أعطت الانتخابات التمهيدية الرئاسية في ميشيغان يوم الثلاثاء لمحة جزئية عن المعارضة الهائلة التي تتراكم في الولايات المتحدة لدعم حكومة بايدن ومساعدتها الشاملة لحملة الإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلية ضد السكان الفلسطينيين في غزة.
وصوت أكثر من 100 ألف ناخب مشارك في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لصالح “غير ملتزم” بدلا من بايدن، ردا على حملة شنتها جمعيات ومنظمات أميركية عربية وإسلامية وغيرها من المعارضين للإبادة الجماعية في غزة، في حين أن المعارضة كانت الأقوى في المدينتين اللتين يشكل فيهما العرب والمسلمون الأميركيون الأغلبية: ديربورن وهامترامك، كان هناك تصويت كبير ضد بايدن في آن آربر وإيست لانسينغ أيضا، وهما مدينتان تهيمن عليهما جامعات كبرى.
وشهدت المدينتان احتجاجات كبيرة ضد العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة، بما في ذلك اجتماع كبير في مدرسة فوردسون الثانوية في ديربورن، ومسيرات في الهواء الطلق اجتذبت مئات المشاركين على الرغم من الطقس البارد.
وحظيت الحملة من أجل تصويت “غير ملتزم” بدعم حفنة من الديمقراطيين البارزين مثل النائبة رشيدة طليب والمرشح الرئاسي السابق بيتو أورورك كوسيلة لحشد الغضب الشعبي بشأن غزة واحتوائه في إطار الحزب الديمقراطي.
إن المعارضة التي ظهرت في التصويت يوم الثلاثاء الماضي تظهر أهمية الصوت الأميركي العربي والمسلم في الانتخابات وخاصة في الولايات المتأرجحة في الولايات المتحدة والتي تحظى بدور رئيسي في حسم المعركة الانتخابية لصالح أي من المرشحين المتنافسين على الرئاسة الأميركية إذا كان هناك تقارب في الأصوات في الولايات المحسومة لصالح كل مرشح (الولايات الديمقراطية والولايات الجمهورية).
لقد حصل بايدن على 80 في المئة من الأصوات في الانتخابات التمهيدية ، مع 13 في المئة “غير ملتزم” وتشكل ال 100 ألف صوت التي تم حجبها عن بايدن تهديدا واضحا لاحتفاظه بأصوات ميشيغان الانتخابية في انتخابات نوفمبر، حيث فاز بالولاية على ترامب بهامش 154 ألف صوت تقريبا (وفاز ترامب بالولاية في عام 2016 على هيلاري كلينتون بفارق 10000 صوت.
وقد حصل “غير الملتزمين” في العديد من الدوائر الانتخابية للكونغرس الأميركي على أكثر من 15 في المئة من الأصوات، وهو الحد الأدنى للتصويت للحصول على مندوبين، مما يؤكد أنه سيتم اختيار بعض المندوبين غير الملتزمين لمؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سيعقد في شيكاغو في أغسطس.المقبل، و سيكون هؤلاء سياسيين من الحزب الديمقراطي مرتبطين بالنائبة فلسطينية الأصل رشيدة طليب، التي ستدعم بالتأكيد بايدن في انتخابات نوفمبر.
وفي محاولة للاحتيال على موقف الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين أعلن بايدن يوم الاثنين، قبل يوم من الانتخابات التمهيدية، أن وقف إطلاق النار في غزة وشيك، ربما في نهاية الأسبوع المقبل، وهو تصريح ليس له أساس واضح في الواقع، ولكن تم توقيته للتأثير على التصويت في ميشيغان، بعد ساعات من معرفة النتائج الأولية، شكر بايدن “كل مواطن في ميشيغان جعل صوته مسموعا اليوم”، دون أن يذكر أي شيء عن العدوان الصهيوني في غزة والعداء الجماعي لدعمه للإبادة الجماعية الإسرائيلية.
حشدت الحملة الديمقراطية بدائل رفيعة المستوى من نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى النائب رو خانا ، الرئيس السابق لحملة بيرني ساندرز الرئاسية ، لمعارضة الحملة “غير الملتزمة”. لعبت حاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمير الدور المركزي في هذا الجهد، على الرغم من أنها كانت حريصة على عدم إدانة الديمقراطيين المشاركين في هذا الجهد أو الإيحاء بأنهم “معادون للسامية” لإثارتهم قضية تواطؤ الحكومة الأميركية في جريمة الإبادة الجماعية. التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة.
لكن قد يحدث مستقبلا تغير في الموقف المناهض للتصويت لبايدن فيما لو توقف العدوان على غزة بسبب صمود المقاومة والخسائر العالية التي تلحقها بقوات العدو واقتصاده، إذ لا شك أنه كان هناك اتصال عبر القنوات الخلفية مع الديمقراطيين “المنشقين” لتعزيز تقسيم العمل بين المدافعين العلنيين عن التصويت لبايدن وأولئك الذين يعملون على تحويل الغضب الشعبي من غزة إلى قنوات سياسية آمنة والتصويت لبايدن في نوفمبر المقبل.
وعلى الجانب الجمهوري، حصل ترامب على 68 في المئة من الأصوات، في حين صوت 26.5 في المئة لصالح سفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، خصمه الوحيد المتبقي. وذهب ما تبقى من التصويت إلى المرشحين “غير الملتزمين” أو الجمهوريين الذين علقوا حملاتهم بالفعل.
وتعهدت هايلي بالبقاء في السباق إلى ما بعد الانتخابات التمهيدية “الثلاثاء الكبير” في 5 مارس، بعد أقل من أسبوع. ومن المتوقع أن يتم استنزاف مواردها المالية بحلول ذلك الوقت، وعادة ما يكون الدافع وراء انسحاب المرشحين أيضا. وحتى هزيمتها يوم السبت الماضي في ولايتها ساوث كارولينا التي كانت تتولى منصب حاكم الولاية لدورتين. وقد تسببت هزيمتها في ساوث كارولينا في قيام الملياردير تشارلز كوخ ، أحد أصحاب الوزن الثقيل الماليين الذين يدعمون هالي ضد ترامب، بسحب دعمه ، مع بيان من لجنة العمل السياسي التابعة له بأن هالي لم يعد لديها فرصة للترشيح.
محمد دلبح -واشنطن –