لوبوان تي ان:
كثيرا ما نسمع عن قصص النجاح لاشخاص رسموا أهدافا للوصول اليها بفضل التحدي و الطموح و العزيمة و المثابرة.
برنامج صوت التونسي لصاحبه المعد و المقدم جلال بن عيسى الذي يبث على قناة الجوهرة تفي ف.م استطاع ان يجلب الانظار في فترة وجيزة في الداخل و الخارج من خلال تسليطه الضوء على أخبار الجالية التونسية في المهجر عبر رصد قضاياهم و مشاغلهم و طموحاتهم و انكساراتهم برؤية فنية متعالية عن السائد و المألوف اعتمدت صحافة القرب لكشف الحقائق الصادمة في اطار كسر الصورة النمطية حيث طرح مقدم البرنامج جلال بن عيسى قضايا الكفاءات و الاندماج و الهوية الثقافية و غلاء أسعار التذاكر و مشاكل الاسرة التونسية المتغربة التي تعاني من الاثار المدمرة للأنقطاع الاسري و ما له من انعكاسات سلبية على الأبناء.
مقدم البرنامج الذي يقطن بمدينة فرنكفورت الألمانية ربط الليل بالنهار من خلال عدسة البرنامج التي جابت العديد من المقاطعات الأروبية من أجل التواصل مع المهاجرين حيث كان لهم السند و المنبر و المصدر في نقل أخبارهم عبر ربط الصلة بالمسؤولين و سلطة القرار لا لشيئ الا لتقريب وجهات النظر و العمل على ايجاد السبل الكفيلة للارتقاء بواقع المهاجر التونسي.
مع العلم وان هذا المقدم الذي عشق وطنه كانت له تجارب سابقة في الاذاعات و القنوات التلفزية الخاصة مسخرا كفاءته و تجربته و حرصه من أجل الانتصار للقضايا الانسانية و في مقدمتها كرامة المهاجر التونسي التي لا تقبل التغييب و لا التأخير.
برنامج صوت التونسي مثل نقلة نوعية في المشهد الاعلامي التونسي باعتباره أول برنامج مستقل ينفرد بتقريب هوة التباين الثقافي بين الضفتين مهتما برصد النقائص و الاخلالات التي يحملها مخيال المهاجر التونسي وسط دروب الأحلام الراقية و الطموحات المتميزة للكفاءات التونسية تارة بالحرف و الكلمة و اخرى بالصوت و الصورة.
حيث يرى المقدم جلال بن عيسى ان الانتماء و الهوية الثقافية هما ركيزتان أساسيتان من أجل ربط المهاجر التونسي باصوله الثقافية و التاريخية عينتها الارادة في معالجة اعلامية تمتد في تدفقها لتشمل كل الشرائح الاجتماعية في المهجر.
ان هذا البنامج صوت التونسي في نسخته الاولى خلق المتعة لدى المتلقي التونسي بعد مشاطرته لقضايا أبناءه بلده وسط هواجس الحلم و الألم و التردد و الاندماج.
جلال بن عيسى كان لديه طموح جامع منذ البداية وهو ما لمسناه من أول حلقة في ميله لمقاربة جديدة تجعل المهاجر التونسي دائما قريب من نبض الوطن وسط دروب التحدي لكل اشكال التموجات و العراقيل مما يفرز مساحة من التحرر و التعبير بكل صدق و موضوعية.
فما حققه هذا البرنامج في فترة وجيزة يعزى الى اقترانه بوضوح الرؤية و اخذ الدروس من التجارب الحياتية.
بقلم الاستاذ علي العربي
