تنطلق اليوم الخميس 27 سبتمبر 2018 فعاليات المنتدى الاقتصادي التونسي الليبي الذي ينظمه مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بالشراكة مع مركز النهوض بالصادرات ومع الشركة التونسية لتأمين التجارة الخارجية ” كوتيناس” و مركز تنمية الصادرات الليبي و الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة بليبيا و المؤسسة الإسلامية للتأمين على الاستثمار وائتمان الصادرات و شركة التكافل للتأمين.
ويشرف على الجلسة الافتتاحية رئيس الحكومة يوسف الشاهد بحضور رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بسام الوكيل و مجموعة من الوزراء والمسؤولين الليبيين الرسميين وأكثر من مائة من رجال وسيدات الأعمال الليبيين الذين يمثلون قطاعات عديدة ومختلفة أكّدوا مشاركتهم في هذه التظاهرة الهامة وسيساهمون في مختلف فقرات هذا اليوم وورشات العمل واللقاءات المباشرة بالإضافة إلى ما لا يقلّ عن 200 رجل وسيدة أعمال تونسيين أكّدوا أيضا مشاركتهم في هذا المنتدى الذي يهدف بالأساس إلى استرجاع الثقة ومستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى ما كانت عليه الأمور سنة 2010 التي كانت تمثّل مرجعا في هذا السياق.
ويندرج هذا المنتدى في إطار الجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس الأعمال التونسي الإفريقي لفتح قنوات التعاون المثمر بين تونس وكافة بلدان القارة . وهو كذلك تكملة للزيارة التي أداها إلى طرابلس وفد تونسي يضم حوالي 70 رجل وسيدة أعمال مع مفتتح شهر جويلية الماضي حيث زاروا العديد من الشركات والمؤسسات طيلة يومين كاملين وجدوا خلالهما ترحابا منقطع النظير من قبل الأشقاء سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الفردي وفي إطار المنظمات غير الحكومية .
و للأسف الشديد فقد عطّلت الأحداث التي عاشها البلدان بعد ثورتي 14 جانفي 2011 في تونس و17 يناير ( فيفري ) 2011 في ليبيا العلاقات الاقتصادية بين البلدين ..
ولا شكّ أن هذا المنتدى سيكون فرصة ثمينة لإحياء هذه العلاقات التاريخية وإعادة نسقها على جميع المستويات وخاصة على المستويين الاقتصادي والتجاري طالما أن ليبيا تبقى دائما الشريك الاستراتيجي لتونس وأن هذا المنتدى سيلعب دور المحفّز من أجل دفع التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين .
وسيركّز المنظمون في هذا المنتدى على قطاعات تعتبر قاطرة للقطاعات الأخرى ومنها بالخصوص الصحة والنقل واللوجستيك وكذلك الحدود ومشاكل العبور وإيجاد الحلول لقطاع التجارة بين البلدين والمشاكل العالقة والاستثمار .
وعلى هذا الأساس سيكون هذا المنتدى الاقتصادي الأرضية الملائمة لدعم أسس التعاون الثنائي بين تونس والشقيقة ليبيا انطلاقا من أن تونس في حاجة إلى السوق الليبية وأن ليبيا في حاجة إلى السوق التونسية وأن بلدينا يتكاملان في كل شيء .
ويهدف هذا المنتدى أيضا إلى استرجاع حجم التعاون والتبادل التجاري الذي بلغه البلدان سنة 2010 مع الأمل في أن يتم تجاوز ما تحقق آنذاك إذ بلغت نسبة نموّ المبادلات التجارية بين تونس وليبيا خلال عشرية 2000 – 2010 مستوى كبيرا و كانت أرفع من نسبة النموّ العالمي التي كانت في حدود 6 بالمائة آنذاك . وبناء عليه فقد كان التدفّق التجاري الثنائي بين البلدين الأهمّ على الإطلاق بين كافة المبادلات في شمال إفريقيا .
وقد ظهرت مؤخرا في ليبيا إشارات ومؤشرات إيجابية جدّا ستكون حافزا على إعادة البناء في هذا البلد الشقيق . ومن هنا تأتي ضرورة تموقع المؤسسات التونسية في المساهمة في الجهد الضروري لإعادة البناء وإعادة إحياء الاقتصاد الليبي الذي سينعكس تعافيه ونموّه مباشرة وبصفة إيجابية جدا على الاقتصاد التونسي الذي يعاني منذ سنوات من صعوبات جمّة لعدّة أسباب لعلّ أهمّها انخفاض نسق التعاون والتبادل مع ليبيا .