لوبوان تي ان :
الغنوشي محاصر داخل حركته وخارجها لانهيار شعبيته
حركة النهضة انتهت في شكلها الحالي
على وقع التطورات المتسارعة في المشهد السياسي بعد ما وصف بعشرية السواد مجموعة من التساؤلات الحارقة باتت تفرض نفسها حول ما سيؤول اليه الوضع في قادم الأيام؟ وعن مصير النهضة وملفاتها في ظل حديث عن تأخر سعيد في محاسبة قياداتها ؟ومع ذلك يتواصل الهاجس ان كانت ستجد مكانا لها في الانتخابات القادمة ام ستكون من جماعة الصفر فاصل؟ هذه النقاط وغيرها كانت محور لقاء “لوبوان” مع الباحث في الفكر الإسلامي “انس الشابي” الذي اكد ان سعيد اذا واصل حربه على الفساد سيكون قد دخل التاريخ من بابه الكبير لانه انقذ الدولة وهي على مشارف النهاية وفي ما يلي نص الحوار:
بعد 25 جويلية منظومة الإسلام السياسي لا زالت تبحث عن مظلومية جديدة للتموقع؟ من خلال قراءتكم للوضع هل ستجد مكانا لها في تونس؟
المظلومية وسيلة استخدمتها حركة النهضة منذ نشأتها لكسب التعاطف الشعبي باعتبارها حركة مضطهدة تتعرض للمتابعة والاضطهاد من قبل السلطة وقد تمكنت بفضلها من الحصول على مليون ونصف المليون صوت في انتخابات 2011 إلا أن المظلومية ليست برنامجا سياسيا بل هي جملة من العواطف التي سرعان ما تبخرت بعد أن جرب الشعب حكم الحركة طوال العشر سنوات الماضية والتي أدت إلى ما فيه البلاد من هوان وضعف وقلة قيمة، بعد حصولها على الشرعية وبعد أن جربت في الحكم لم يعد للمظلومية من موقع في الاختيار السياسي للناس ولاحظوا أن المليون ونصف المليون صوت تبخرت وما بقي منها سنة 2019 سوى نصف مليون في انتظار أن تتبخر هي الأخرى، العبرة في السياسة بالنتائج وليس بالعواطف العابرة.
هل تأخر سعيد في محاسبة قيادات النهضة أعطى للغنوشي نفسا جديدا للتحرك؟
لا أعتقد أن سعيد تأخر في محاسبة قيادات النهضة لأن المحاسبة تستلزم وجود الأدوات التي من خلالها ينفذ القانون ويعلم الجميع أن الإدارات جميعها مخترقة وزرعت فيها حركة النهضة أعوانها وتقتضي الحكمة أن يتم تنظيف الأجهزة وقد بادر الرئيس بتعيين مكلف بتسيير وزارة الداخلية الذي أجرى تحويرات كثيرة في قياداتها لضمان حيادها كما أن الجسم القضائي مخترق ويكفي أن نذكر أن أعلى رتبتين قضائيتين في البلاد تحوم حولهما شبهات واحدة بالفساد والثانية بالتستر على الإرهابيين وهو ما يستوجب الإسراع بتنظيف الجسم القضائي من الاختراقات التي لا تخفى إلا على عمي البصر والبصيرة، أما القول بأن هذا التأخر في المحاسبة أعطى الغنوشي نفسا للتحرك فلا أعتقد لأن الغنوشي محاصر داخل حركته وهو الأمر الذي أدى به إلى حل المكتب التنفيذي حتى لا يتآمروا ضده وخلف ظهره وهو محاصر في خارجها لانهيار شعبيته وظهور كراهية له لا نظير لها نلمسها في الشوارع وعند الحديث مع أي مواطن.
ما هي المآلات القريبة للوضع السياسي في تونس؟
لا يمكن التكهن بما سيقع لأننا لا نتحكم في العوامل التي ستشكل ملامح المستقبل، داخليا نلاحظ أن حركة النهضة انتهت في شكلها الحالي ولكن ستبقى بعض مظاهر الخلط بين الدين والسياسة ربما بأشكال أخرى أقل خطورة من حركة النهضة لأن الشعب اكتوى بحكمها وذاق الأمرين وأعتقد أن الحزب الدستوري الحر سيحتل موقعا متقدما في الحياة السياسية في مستقبل الأيام لأنه اتصف بميزتين أولاهما الصدق إذ أثبت من خلال مسيرته السياسية القصيرة خصوصا في مجلس باردو أنه التنظيم السياسي الوحيد الذي كان صادقا مع ناخبيه وثانيتهما الإصرار على إبلاغ صوته رغم العراقيل التي افتعلها رئيس المجلس ونائبيه وهو ما يسمى في القاموس السياسي بالنضالية أما قيس سعيد فأعتقد أنه إن واصل حربه على الفساد دون حزب كما هو حاله الآن سيدخل التاريخ من بابه العريض كمنقذ للدولة بعد أن شارفت على الانهيار يبقى في الأخير القول بأنه على سعيد أن يخرج من جبة الأيديولوجية والشللية الضيقة إذ عليه أن ينفتح على كل من يتفقون معه في مقاومة الفساد فمثل هذه المعارك ينتصر فيها الذي يتمكن من تجميع أكبر قدر من الأصدقاء ويمنع الخصوم من التوحد ضدّه فهل يعي سعيد ذلك جيدا؟.
حاورتاه اسماء وهاجر