
لوبوان تي ان:
توفي فاضل الجزيري صباح اليوم، وهو شخصية بارزة في المسرح والسينما التونسية. وُلد في تونس في أسرة من البرجوازية الصغيرة بالمدينة العتيقة، عُرفت بصناعة الشاشية. كان والده كاتبًا في باب سويقة ومديرًا لمقهى “رمسيس” وفندق “الزيتونة”، وهما من أماكن التقاء المثقفين والفنانين، مما أتاح له بيئة ثقافية غنية.
درس في المعهد الصادقي، حيث اكتشف شغفه بالمسرح رفقة عبد الرؤوف الباسطي ورؤوف بن عمر، تحت إشراف محسن بن عبد الله.
انخرط منذ عام 1968 في الحركات الطلابية، والتحق لفترة قصيرة بدراسة الفلسفة في كلية الآداب قبل أن يُفصل بسبب مواقفه. بدأ نشاطه المسرحي في دار الثقافة ابن خلدون، ثم سافر إلى لندن للدراسة. وبعد عودته إلى تونس، شارك سنة 1972 في تأسيس “مسرح الجنوب” بقفصة، ثم أسّس سنة 1976 “المسرح الجديد” في تونس مع فاضل الجعايبي وحبيب مسروقي، حيث قدّموا أعمالًا مسرحية بارزة مثل العرس، عرب والكارثة.
في السينما، مثّل في أفلام منها سجناني (1973)، المسيح (1976) وعبور (1982)، ثم أخرج أفلامه الخاصة ثلاثون (2007) وكسوف (2016). وعلى خشبة المسرح، أنجز عروضًا موسيقية وتراثية شعبية مثل النوبة (1991)، والحضرة — أشهر أعماله —، ونجوم (1992)، والزّازة والحضرة 2010.
حصل سنة 2006 على وسام الاستحقاق الثقافي التونسي، وكان له نشاط سياسي، إذ انضم لفترة وجيزة إلى حزب “نداء تونس” قبل أن يستقيل سنة 2016. لقد تركت أعماله، التي جمعت بين المسرح والسينما والموسيقى، أثرًا عميقًا في ذاكرة أجيال متعاقبة.