” مع مرور الأعوام فرض هذا المنتدى الذي نظمته النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة (SPOT) نفسه على الساحة وأصبح موعدا لا غنى عنه لدى صيدليات القطاع الخاص .
وقد بات فرصة مهمّة للّقاءات والتبادلات بين المتخصصين البارزين القادمين من آفاق مختلفة والمنتمين إلى مختلف القطاعات الصحية. ويعتبر هذا المنتدى الذي وضع في نسخته الثالثة هذه السنة تحت عنوان “الصيدلية : متطلبات التطور” فرصة لإبراز الحاجة الملحة لمواصلة تطوير مهنة ظلت جامدة لفترة طويلة بسبب غياب إرادة سياسية واضحة وبسبب الأفكار أو النزعة المحافظة
وبناء عليه ومن خلال برنامج علمي ثريّ ومتنوع (ندوات ونقاقشات وورشات عمل واستوديوهات …) خاض متخصصون بارزون في المسائل الأكثر أهمية التي تمسّ مهنة الصيدلة وصحة المواطن بشكل عام ومنها على سبيل المثال “المهمات الجديدة في الصيدليات الخاصة : دور الصيدلاني في الوقاية”و “الصيدلاني كفاعل رئيسي في الإقلاع عن التدخين و “الإضافات والحدود في تعدد مسالك التوزيع و “العلاجات الجديدة” و “التعليم العلاجي للمصابين بالأمراض المزمنة” و “التصلب المتعدد ودور صيدلي القطاع الخاص في رعايته” و “التكفّل والرعاية الغذائية لمرض السكري” و “بطاقة لاباس” للصندوق الوطني للتأمين على المرض…
وفي الحقيقة هي مجموعة من الأسئلة التي سيتم تناولها ومناقشتها على نطاق واسع خلال هذه النسخة الثالثة التي ستجمع أيضًا العديد من العارضين من قطاع الصناعات الصيدلانية والمستحضرات شبه الصيدلانية بالإضافة إلى مختلف مقدمي الخدمات الذين لهم علاقة بنشاط الصيدلة. وعلاوة على ذلك لا شك أن القطاع الصحي في تونس يشهد ثورة رقمية وأن المسائل الأخلاقية تقع في قلب المناقشات المتعلقة بالتقنيات الصحية إضافة إلى مصداقية منصات التكنولوجيا التي تبقى في طليعة الاهتمامات.
الثورة الرقمية واحدة من أولويات النقابة وعلى هامش النسخة الثالثة من هذا المنتدى تنظم النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة أيضا النسخة الثانية من “Tunisia E-HealthValley” حول الصحة الرقمية. وتعدّ هذه النسخة الثانية الذي تم وضعها تحت شعار “الصحة الرقمية بين التطور والأخلاقيات” فرصة رائعة لمناقشة هذا الموضوع مع شخصيات بارزة . وستسمح باكتشاف مجموعة كبيرة من المواهب الشابة في مجال التكنولوجيا الرقمية بالإضافة إلى العديد من المستجدات الأخرى على غرار اللقاءات مع مطوري التطبيقات الرقمية من أجل تشجيعهم على تصميم تطبيقات صحية مفيدة للمريض والصيدلية في آن واحد . وتندرج هذه المبادرة في إطار الدور الذي تلعبه النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة باعتبارها قاطرة تشجع وتحثّ على تحديث القطاع الصحي في تونس من خلال اقتراح رؤية أكثر حداثة من جهة وأخلاقية من جهة أخرى .
ولا شك أن المهنة النبيلة للصيدلاني في القطاع الخاص قد تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة .فمن مهني موزع للأدوية تطور الصيدلاني كعنصر فاعل ورئيسي في مجال الصحة نحو مهني معروف ومعترف به بشكل أفضل. وقد أضيفت له مهام جديدة في جميع أنحاء العالم في مرافقة المرضى وفي الرعاية الشاملة.