لوبوان تي ﺁن:
لازالت زيارة راشد الغنوشي الى تركيا تخلف ردود افعال تجمع اغلبها انها زيارة لتلقي التعليمات بعد سقوط حكومة الحبيب الجملي والهزيمة الكبيرة التي منيت بها حركة النهضة ومن ورائها الحركة الاسلامية الدولية ككل ومنها تركيا التي تقودها اليوم وهو ما عبر عنه الصحفي سعيد الخزامي في تدوينة له هذا ما ورد بها :
“بعد كل شِدّة، لا بد من تركيا لا أحد يحترم عقله يُصدق أن يكون راشد الغنوشي قد هرول إلى تركيا، هكذا ببساطة، ليهنئ رئيسها رجب طيب أردوغان بإنتاج بلاده سيارة جديدة محلية الصنع كما ذكر بيان النهضة… الزيارة كانت، بلا شك، للإبلاغ وتلقي التوجيهات. فسقوط حكومة الحبيب الجملي المقترحة في البرلمان لم يكن لطمة موجهة لحركة النهضة فقط، إنما تلقتها أيضا الحركة الاسلامية الدولية ككل ومنها تركيا التي تقودها اليوم… النهضة أُعطي لها دور محاولة تمكين الإسلام السياسي في منطقة “الربيع العربي” بانتهاز التمشي الديمقراطي كأسلوب يعوض، وإن ببطئ، عن العنف الجهادي الذي ضُرب في مصر، وأُفشل في سوريا والعراق، وتعطل في ليبيا. وسقوط حكومتها المقترحة يعيق التسلل الاخواني المبرمج بواسطة الديمقراطية، ويفسد في الوقت نفسه على تركيا استخدام تونس لعبور مباشر إلى الصراع الطاحن في ليبيا. لهذا يعود رئيس حركة النهضة من اجتماع اسطنبول بتعليمات من أردوغان بأن يركن إلى تجنب التصعيد مع الأحزاب السياسية في تونس ويقدم “تنازلات” لإرضائها في مسار التفاهمات المرتقبة لاختيار الشخصية التي ستكلف بتشكيل حكومة جديدة. ولا نستغرب أن يسلط أردوغان في الأيام القادمة ضغوطا على الرئيس قيس سعيّد ليدفعه إلى المساعدة على عدم محاصرة النهضة وإضعاف دورها من خلال التسويق لها على أنها تستمر جزء مهما من المشهد السياسي لا يمكن عزله خاصة أمام ظهور دعوات إلى إسقاط الغنوشي من كرسي رئاسة البرلمان، واختيار رئيس حكومة جديد يقطع مع الإسلام السياسي، وهو أمر إن تم فسيكون ضربة قوية لمشروع الاسلام السياسي في المنطقة يغيض تركيا وينهي ربما حركة النهضة.”
هاجر واسماء