لوبوان تي ان :
يخوض الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، معارك دامية في الخرطوم ومدن أخرى منذ 15 أفريل، فيما لم تفلح دعوات التهدئة إلى أي نتيجة.
وأدّت الإشتباكات الدامية في هذا البلد إلى مقتل أكثر من 600 شخص، وفق ما أعلنه وزير الصحة السودان، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل 413 شخصا في السودان وإصابة 3551.
وأعلنت المؤسسات الطبية السودانية أن عشرات الأشخاص يموتون في المستشفيات بالسودان بسبب نقص المعدات اللازمة والكهرباء، مشيرة إلى أن الجثث ملقاة في شوارع الخرطوم منذ عدة أيام.
أدت الاشتباكات الى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة أكثر من 3500، في حصيلة مرشّحة للارتفاع.
وفق قاعدة “ميليتاري بالانس بلاس” للبيانات العسكرية، والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (“آي آي أس أس”)، يقدّر عديد الجيش بمئة ألف عنصر، بينما تضم قوات الدعم 40 ألفا.
لكن بعض الخبراء يقدّرون عدد قوات الدعم بزهاء 100 ألف، الا أنهم يبقون التفوّق العددي قائما لصالح الجيش.
وبعد زهاء أسبوع من المعارك الضارية، لا يبدو أن أي طرف حقّق تقدما ميدانيا ملحوظا على حساب الآخر.
ويرى الباحث في الشؤون الإفريقية أليكس دو فال أن للطرفين “الحجم ذاته والقدرة القتالية ذاتها”.
واندلع القتال على خلفية تباين بين القائدين العسكريين على طريقة دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، علما بأن الآلاف من عناصر “الدعم” كانوا ضمن مجموعات متهمة بارتكاب تجاوزات عُرفت باسم “الجنجويد” شكلها الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي أطاحه انقلاب عسكري في العام 2019.
أراد البرهان أن تتم عملية الدمج خلال عامين، وتعتمد فيها معايير التجنيد في الجيش. من جهته، دفع دقلو في اتجاه امتدادها لعشرة أعوام، على أن يحتفظ المقتلون برتبهم بعد الدمج.
ما هي الأهداف العسكرية؟
بينما اعتاد عناصر الجيش وقوات الدعم على أن يكونوا “رفاق سلاح” ضد مجموعات متمرّدة في محافظات السودان، الا أن المعارك الراهنة تضعهم ليس فقط في مواجهة بعضهم البعض، بل أيضا في ميدان لا يعرفونه بالكامل: الخرطوم.
ويرى الباحث في معهد “ريفت فالي” علي فرجي أن طرفي المواجهة الحالية “يبدوان غير راغبَين في الانكفاء”.
ويعتبر أن قوات الدعم السريع “تريد إطالة أمد النزاع” من أجل استنزاف القدرات المحدودة للقوة الجوية للجيش وتاليا نزع سلاح أساسي من يد الطرف المقابل، ألا وهو السيطرة على الأجواء.
في المقابل، يريد الجيش – بحسب الباحث – “إضعاف قوات الدعم السريع في أسرع وقت ممكن”، معتبرا أنه “في حال خفّف الجيش من الضغط، يمكن لقوات الدعم أن تصمد فترة أطول”.
ما هي النتائج المحتملة؟
تحذّر جيهان هنري، المحامية الأميركية المدافعة عن حقوق الانسان والمتابعة لملفّ السودان، من أكثر من “سيناريو كارثي”.
من هذه السيناريوهات “انتصار الجيش وقيام البرهان ورفاقه بإعادة تثبيت إسلاميي النظام السابق”، وتجاهلهم الضغط الدولي كما سبق للعسكر أن فعلوا خلال أعوام الحصار في عهد البشير الذي أقام نظام حكم إسلامي-عسكري الى حين الإطاحة به.
وترى هنري أن في إمكان هؤلاء اللجوء الى “مظاهر واهية مثل تعيين بعض المدنيين المتحالفين معهم”.
أما السيناريو الآخر المحتمل فهو عدم تسليم قوات الدعم السريع “بسهولة، وتمكّنها من إطالة أمد النزاع من خلال التحالف مع مجموعات مسلّحة أخرى في محافظات بعيدة من الخرطوم”.