لوبوان تي ﺁن꞉
بورقيبة الذي نترحم عليه كل يوم وكل 6 افريل في موكب خاشع تزامنا مع ذكرى وفاته . بورقيبة الذئب السياسي “بلغة دي فيني” ابلغ شاعر فرنسي عشقه الزعيم الراحل ملا الدنيا وشغل الناس فشلت سنوات من محاولات تغييبه زمن بن علي عاد بالقوة الى سطح الأحداث الوطنية في تونس. بورقيبة الذي ولد من رحم الشعب في مدينة المنستير التي لم تخرج بعد سنوات من محنة زروق وغضب الباي الذي دفعت فيه عائلة بورقيبة الكثير … اخر عنقود عائلة منستيرية متوسطة ابن العسكري الحبيب بن علي بورقيبة لم يكن احد يعتقد انه سيكون قائدا للحركة التحررية التونسية بعد ان قطع مع الحزب القديم التقليدي ومشائخه المنغلقة في العاصمة فاخرج بورقيبة الحركة السياسية من المحور الى الهامش ايمانا منه بمقولة الاتصال المباشر بالشعب الأداة السحرية التي غيرت سيرورة الحركة السياسية واتت بجيل بورقيبة ورفاقه لتصدر الحركة التحررية لمقاومة فرنسا من داخل نسقها … بورقيبة الذي صاهر فرنسا وتعلم فيها كان يعي سطوة فرنسا الاستعمارية التي تطبق على ربقة شعب تونسي الراسخ تحت نيران التسلط و العنف الكولونيالي المقيت…. بورقيبة فارقة سياسية لم يعرفها العالم العربي برغماطيا ومستشرفا رفض ان يتحالف مع الألمان في الحرب الثانية وجابه رفض الجامعة العربية جدولة القضية التونسية في جدول أعمالها و كان يدرك ان مصير القضية التونسية مرتهن بوضع الجزائر آنذاك التي بدأت ملامح ثورتها تتشكل وبوضعية المغرب اغتنم هزيمة فرنسا الشنيعة في الهند الصينية وصعد اليات المقاومة وهيكل حزبه الدستوري والتف التونسيون من حوله بمختلف أيديولوجياتهم فذابت الفوارق والاختلافات في مصير الأمة التونسية التي بدا بورقيبة في صياغتها واستكمل الاستقلال ليدفع بمشروعه المجتمعي الحداثي عبر تحرير المراة قبل اعلان الجمهورية … بورقيبة المثقف كان يدرك ان تونس الفقيرة بمواردها غنية برأس مالها البشري فأسس كل فلسفة الدولة على راس المال البشري فأنفق في التعليم والصحة لتأسيس جيل من التونسين ومنوال مجتمعي تونسي محض يقطع مع روى الردة ونزعات القومية العربية السائدة… فكان بورقيبة باني الدولة الوطنية الحديثة ومحرر المراة اب الدولة الوطنية ومعبود التونسيين حتى في احلك أزمات البلاد الاقتصادية بقي الشعب وفيا لبورقيبة ولدولته فهدأت ثورة الخبز بكلمته الشهيرة نرجعو وين كنّا…و تحسر الفلسطينيون والعرب على عدم الاعتبار من خطاب اريحا التاريخي قال سنوات التسعين عن اتفاقيات أوسلو للبشير بن يحمد في منفاه في المنستير بانه قليل ومتأخر جدا… بقي بورقيبة في قلوب اجيال متعددة من التونسيين رغم كل محاولات التشويه والتخوين يعود التوتسييون كل يوم بحنين الى بورقيبة الزعيم البطركي الحنون …. بورقيبة الذي لم نعرف نعود اليه ملجا لمخيال دولة وطنية راهنت على التعليم ووفرت الصحة و حيدت الجيوش … بورقيبة الذي نتعصب له زعيم لم تنجب تونس له مثيل مصلحا على راس المائة سنة مجددا تقف له تونس إجلالا واحتراما كل سنة فكر يدرس في اعرق الجامعات واصبح سياسية تستحضرها كل الاحزاب التقدمية اليوم …. بورقيبة مات رحمه الله وبقيت كلماته في كل التلفزات وبقيت دولته صامدة رغم هجمات واختراقات التتار ….