لوبوان تي ان :
بقطع النظر عن موقف قيس سعيّد من لجنة البندقية الذي يمكن قبوله أو الحكم عليه في إطاره السياسي والجيو استراتيجي أو الاستراتيجي أو التكتيكي العام وفي إطار التغييرات الدولية في عالم ما بعد كورونا وأزمة أوكرانيا تبقى كل المواقف مقبوله فقل وطني أو متسرّع أو راديكالي أو ثورجي أو يسارجي فكل التوصيفات تبقى مقبولة وهذا أمر عادي ومقبول ليس هنا مربط الفرس ومكمن الخطر يا سادة…
أخطر ما في الأمر هي هذه الذهنية العامة المستوعبة للاستعمار وحالة الخنوع والخضوع والقبول بالهيمنة والذل والتطبيع مع العمالة التي أصبحت تستسيغها قطاعات واسعة من التونسيين وخاصة بعض من يمكن تصنيفهم في خانة النخب. لقد نجح الاستعمار الجديد عبر وسائل الإعلام المأجورة والمجتمع المدني الوكيل وأنظمة التعليم المملاة من الخارج في صناعة جيوش من العملاء والخونة والجبناء والمخبرين الخاضعين والقابلين بالذل والهوان وبيع الأوطان… الغرب الكولونيالي تخلّى عن أساليب الاستعمار الكلاسيكي القائمة على الجيوش والأسلحة ليستعيض عنها بطوابير من المرتزقة الذين يمثّلون الطابور الخامس المستعد لبيع وطنه مقابل حفنة من الدولارات أو الدينارات أو الشيكلات والليرات…. انها تونس المستباحة من قبل خونة الداخل قبل استعمار الخارج.