لوبوان تي أن
أثارت إعادة محاكمة وزارء من العهد السابق وإطارات أمنية وصدور بطاقة تحجير سفر في شان عدد منهم حالة من الاستياء بعد أن تولت هيئة الحقيقة والكرامة إحالة ملفاتهم على الدوائر المختصة في العدالة الانتقالية فيما يعرف بملف شهداء وجرحى الثورة وذلك على اعتبار أن هذا الإجراء مخالف للقانون إذ لايجوز محاكمة شخص مرتين على نفس الفعل وثانيا مخالفة المواثيق الدولية واتصال القضاء إلى حد أن البعض اعتبر أن العدالة الانتقالية من هذا المنظور لم تحقق اهدافها التي كرست من اجلها بل أنها تحولت إلى عدالة انتقامية ورغبة في التشفي من شانها تقوية الفرقة لا التسامح و هذا الإطار اعتبر المحامي منير بن صالحة احد المحامين الذي واكب على مدار سبع سنوات أطوار هذه القضية باعتباره كان احد لسان الدفاع في هذا الملف الشائك أن بن سدرين لا تحركها إلا مشاعر الحقد والانتقام وأنها ستبقى وحيدة ولن يزور احد معتقلاتها حسب وصفه حتى ولو اصدروا ألاف بطاقات الجلب لأنه لا يعترف بها وهذا نص التدوينة حرفيا ꞉
عندما سقط النظام غداة 14 جانفي 2011 كانت تحرّكنا فكرة وحيدة و هي ان نكون حاضرين إلى جانب من سقط و هم وزير الداخلية و مدير الأمن الرئاسي و المدير العام للأمن الوطني و المدير العام للامن العمومي و آمر الحرس و باقي المسؤولين الأمنيين، لم يكن هاجسنا لا المال و لا الشهرة و لكن شعور غريب سيطر علينا مستمدّ من ثقافة و فكر” الحومة العربي ” و هو أن لا نضرب شخصا في حالة ضعف و وحدة ، و أنه عندما تكون الجماعة في حالة نشوة و تخمّر لا بدّ حينئذ ان نأخذ المسافة اللازمة لحماية الوعي الفردي من سطوة الوعي القطيعي، لم يكن عددنا كبيرا كنّا فقط عشرة محامين مؤمنين بانّ تلك اللحظة كانت لحظة تاريخية كبرى و انّ المحاماة لا بدّ تكون بحجم الزلزال الذي حصل ، حملنا عباءاتنا و ملفاتنا و طرقنا بكل انفة و عنفوان باب ثكنة “العوينة” طالبين الحضور إلى جانب من صوّروهم شياطينا و مردة، دخلنا الثكنة تحت حظر التجول و خرجنا ليلا فرادى دون حماية و تحت وقع الحظر و التفتيش و السلاح المنشور بين الشوارع ، بقينا نترافع في هذه القضية الكبرى من 2011 إلى حدّ هذا العام ، سبع سنوات من الجهد و العذاب إلى أن غادر المتهمون السجن و عادوا إلى عائلاتهم و التزموا الصمت محكومين كعادتهم بواجب التحفظ و السرّ المهني ، و اعتقدنا نحن المحامين ان القصة انتهت و فينا من المّ به المرض من كل جانب جرّاء هذه القضية و هو الاستاذ الغضباني اطال الله عمره و فينا من قضى نحبه رحمة الله على الاستاذ عبادة الكافي و فينا من قطعوا لسانه و أدعو الله أن يفكّ اسره و يعيده إلى ساحات الوغى و هو الاستاذ بن حليمة و فينا من غادر المحاماة و فينا من يأس و كل منّا يحمل إلى اليوم عاهة في مكان ما و كأننا عساكر عدنا منكوبين من حرب عبثية، من حرب لسنا نعلم فيها حتى الآن من كان على صواب الحرس القديم أم الثوّار ؟
بعد أن انهكتنا الحرب و انهكت منوّبينا عادت ” بن سدرين” لتطلب منّا إعادة المحاكمة ، بكل هذه البساطة تقول انّ الأحكام لا تعجبها و لا بد من إعادة محاكمة المتهمين الذين غادروا السجن بموجب أحكام قضائية نهائية !!
بن سدرين لا تعترف بعلوية و حجية القضاء.
بن سدرين لا تعترف بأن الإنسان لا يحاكم من أجل نفس الفعل مرتين.
بن سدرين لا تعترف بالمواثيق الدولية و اتصال القضاء.
بن سدرين لا تحركها الا مشاعر الحقد و الانتقام.
لن يذهب اي متهم إلى محاكماتك يا بن سدرين و لن تستمعي إلى مرافعاتنا لأننا اصلا لا نعترف بهيئتك ، ابقي وحيدة و لن يزور احد معتقلاتك حتى و لو أصدروا آلاف بطاقات الجلب .
هاجر وأسماء