لوبوان تي ان :
معلقا على الجدل الذي اثاره طرح مسالة الزواج العرفي في مسلسل براءة قال الاستاذ فوزي الشعباني
تمنّيت لو أنّ سامي الفهري في “براءة” أتي بشخصين يمثّلان رؤيتين تتّخذان الدّين تمثّلا سلوكيّا، عقيدة وفقها. شخص يمثّل الرّؤية السّلفيّة المتطرّفة والرّجعيّة وآخر يمثّل وسطيّة المدرسة الزّيتونيّة لأنّ النّاس يميلون إلى تصديق مُسمّى “المتديّن” و”الشّيخ” بحكم الخلفيّة الدّينيّة لهويتنا حتى لدى غير الملتزمين بل وخاصّة لديهم من جهة بحكم الجهل بالموروث الفقهي ومن جهة بحكم الخوف من الذّنب، خطأ وخطيئة.. اللّيلة في الحلقة5 تمّ ارتكاب “زلقة قد الفلقة” إذ توجّه “ونّاس” (فتحي الهدّاوي) إلى إمام مسجد بزيّه التّونسي البلديّ الزّيتونيّ (الجبّة والشّاشيّة) ليفتيه في “الزّواج العرفيّ” فأفتاه بالحليّة رغم أنّه “ممنوع في قانونـ”هم” وعليه الحذر لأنّهم ظلمة”! فهذا الخطاب سلفي وكان على الكاتب والسيناريست والمخرج تصوير شخصيّة بالهُركة بدل الجبّة والطّاقيّة بدل الشّاشيّة ذلك أنّ الزّيتونيّيين، حتّى الميالين إلى الفقه المتشدّد، يحرّمون “الزّواج العرفي” بقطع النّظر عن قوانين البلد التي تمنعه وتجرّمه بل لحرمته شرعا إذ من شروطه الإشهار وهو ليس مجرّد اشهاد سريّ بل إعلان عموميّ! يبدو أنّ شاشيّة الزّيتوني توضع على رأس السّلفي هذا خطأ بل خطيئة!.. لنسمّ الأشياء بحقيقتها “العرفي” ليس “زواجا” بل علاقة “تسرّي/مخادنة Concubinage” أي “علاقة حرّة Union libre”! وتعريفها: “L’union libre ou libre union est, en l’absence de régulation par la loi, et sans aucune reconnaissance religieuse ou civile, une union entre deux personnes dont l’amour est échangé librement”