
نظمت سفارة دولة قطر بتونس، مساء الاحد 14 ديسمبر، حفل استقبال رسمي بمناسبة الذكرى السنوية لليوم الوطني لدولة قطر الموافق لـ18 ديسمبر من كل عام، وذلك بحضور عدد من اعضاء الحكومة، من بينهم وزراء الداخلية والصحة والاستثمار، الى جانب رئيسي مجلس النواب ومجلس الجهات والاقاليم فضلا عن حضور لافت لشخصيات سياسية ودبلوماسية وثقافية واعلامية.
وفي كلمته بالمناسبة، جدد سفير دولة قطر بتونس سعادة الاستاذ زايد بن سعيد راشد الكميت الخيّارين التأكيد على عمق العلاقات القطرية التونسية وتجذرها التاريخي، مشيرا الى ان احتفال هذا العام يندرج تحت شعار “بكم تعلو ومنكم ترتقي”، في دلالة رمزية تعكس مكانة الانسان والشباب في صميم مسار البناء والتنمية.
واعرب السفير عن اعتزازه بالحضور الرسمي والشعبي المميز، معتبرا ان هذا الزخم يعكس خصوصية العلاقة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ومؤكدا ان الروابط الثنائية لم تقم على مصالح ظرفية، بل تأسست على اسس من الاخوة الصادقة والاحترام المتبادل والقيم الانسانية المشتركة.
وقال في هذا السياق ان “العلاقات القطرية التونسية بنيت على دعائم صلبة، تعززها اكثر من 80 اتفاقية رسمية”، مبرزا ان البعد الانساني لهذه الشراكة يتجلى ايضا في وجود اكثر من 50 الف تونسي يقيمون ويعملون في دولة قطر، بما يعكس متانة الروابط الشعبية بين البلدين.
واكد السفير ان توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس قيس سعيد، اسهمت في دفع العلاقات الثنائية نحو مزيد من التطور والاستقرار في مجالات الاستثمار والتنمية والتعليم والثقافة، مضيفا: “ننظر الى المستقبل بتفاؤل كبير، ونثق بان التعاون المشترك لا يزال يزخر بفرص واعدة”.
وعلى الصعيد الاقليمي، جدد السفير موقف دولة قطر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مشددا على ان “اقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تمثل السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم”، مثمنا تنامي الاعتراف الدولي بدولة فلسطين باعتباره مؤشرا على تزايد الاجماع الدولي حول عدالة القضية.
كما سلط الضوء على الدور الدبلوماسي الفاعل الذي تضطلع به دولة قطر في مجال الوساطة الدولية، مذكرا بنجاحاتها في عدد من الملفات المعقدة، من كولومبيا والكونغو الى افغانستان، وصولا الى جهودها الانسانية في اوكرانيا وروسيا، فضلا عن دورها المحوري في الوساطة خلال العدوان على قطاع غزة.
وقال في هذا الاطار: “نواصل العمل باصرار مع شركائنا، وخاصة مصر والولايات المتحدة، من اجل تثبيت مسار التهدئة ومنع عودة القتال”، معربا عن ثقته في ان المرحلة المقبلة ستحمل مؤشرات ايجابية على طريق الاستقرار.
وكان لوزير الداخلية خالد النوري شرف القاء كلمة تونس بالمناسبة حيث اكد على حسن العلاقات الاخوية بين البلدين وتعاونهما المشترك في مختلف الملفات والقضايا مشيرا الى انفتاح تونس على استقطاب مزيد من الاستثمارات القطرية وان بلادنا تحرص على توفير كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين القطريين من اجل توسيع انشطتهم”.
واضاف النوري، ناقلا رسالة عن رئيس الجمهورية قيس سعيد: “نتطلع الى توسيع افاق التعاون التونسي القطري بما يرتقي به الى مستوى الشراكة المثمرة”، مشددا على الدور المحوري الذي يضطلع به القطاع الخاص ورجال الاعمال في البلدين في دفع التعاون الاقتصادي الثنائي.
ونوّه وزير الداخلية بالحركية الايجابية التي تشهدها العلاقات التونسية القطرية، خاصة في ظل تكثيف الزيارات الرسمية خلال الفترة الاخيرة، من بينها زيارة وزير الخارجية محمد علي النفطي الى الدوحة خلال شهر ماي الماضي.




