لوبوان تي ﺁن꞉
أثارت ردود الفعل الاستفزازية للمحلل السياسي بقناة الحوار التونسي شكيب درويش انتقادات كبيرة في بحر هذا الأسبوع خاصة وأنها تزامنت مع تصاعد وتيرة الاتهامات الموجهة ضد النهضة وامتلاكها لجهاز سري كشفته هيئة الدفاع عن الشهيدين ولعل الحلقة الخاصة بارملة الشهيد بلعيد وانعدام موضوعيته عند تطرقه “لكتاب المجموعة الأمنية” للاعلامي “احمد نظيف” اكبر دليل على ذلك حيث عمد إلى التجريح في مقدمة الكتاب التي اعدها الدكتور عادل بن يوسف لغاية تهميش مضمون الكتاب نظرت لتضمنه معطيات هامة مستندة إلى شهادات لقيادات من بينهم “الطيب بالضياف” و”الصادق الغضبان” و”صالح كركر” توثق تورط الحركة في العمل السري الموازي وتعقيبا على هذا التجريح المقصود في مقدمة الكتاب اورد صاحبه –الإعلامي احمد نظيف “تدوينة هذا ماورد فيها ꞉
بسبب الانشغال بظرف عائلي حزين وهو وفاة جدي لأمي رحمه الله، لم أعلق على ما صدر عن سي شكيب درويش المعلق السياسي بقناة الحوار، بشأن الدكتور عادل بن يوسف وحول تقديم كتاب “المجموعة الأمنية”. لذلك يهمني أن أعتذر للدكتور بن يوسف لما لحقه بسببي. وأعيد، أنه شرفني كثيراً بتقديم الكتاب. الحقيقة أنا لست مؤرخاً ولا باحثاً. فقط صحفي، لذلك فقد اخترت أن يكون أحد مؤرخي الزمن الراهن مقدماً للكتاب. والتقديم لم يكن مقالاً علمياً، بقدر ما كان نصاً ذاتياً، وذلك ما تكون عليه المقدمات عادةً. ومن حق الدكتور أن يقدم فيه مواقفه.
بالنسبة للسيد درويش، يمارس تكتيكاً ذكياً في الدفاع عن حزبه “حركة النهضة. أعي جيداً أنه ليس منخرطاً في الحركة، لكن الانتماء إلى تيار الإسلام السياسي، لا يكون ببطاقات الانخراط، حيث يتماهى الإسلام مع الحركة، ويصبح الانتماء للحركة تعبيراً عن انتماء ديني. وليس عيباً أن ينتمي أي إنسان لفكرة ما أو حركة ما، لكن المشين أن ينكر ذلك. هذا التكتيك الذكي، يقوم على التجريح في المقدمة لنسف مضمون الكتاب. يمكن أن ينجح في ذلك، لكن الحقيقة تطفو كقطعة الفلين فوق الماء، وإن بعد سنوات.
عندما شرعت في تحرير نص الكتاب، كان حولي ألاف الوثائق والمقابلات والتقارير، لكنني ألزمت نفسي بأن أعتمد على المعلومات الموثقة فقط. وألزمت نفسي بأن تكون شهادات أعضاء المجموعة الأمنية هي العمود الرئيسي للكتاب، وألا أعطي الكلمة لخصوم الحركة قبل أعضائها. كنت دائماً متشككاً في التهم التي يسوقها خصوم النهضة ضدها، لكن البحث والتقصي في هذا الموضوع زرع عندي نوعاً من اليقين بأن هذه التهم ليست إلا قليلاً من تورط الحركة في العمل السري الموازي. كانت شهادات، الطيب بالضياف والصادق الغضبان وصالح كركر وغيرهم صادمة وصريحة ومباشرة.
للأسف السيد شكيب درويش يحاول أن يغالط، والمؤسف أنه يلحق الأذى بالدكتور بن يوسف، دون أن يناقش مضمون الكتاب. ولو لا الحرج الذي لحقني بسبب الدكتور عادل لما حررت هذا التوضيح، لأنني لا أريد أبداً أن أدخل في أي نقاشات فارغة مع أناس لا يريدون الوصول إلى الحقيقة، بل يعتمدون على صخب النقاشات من أجل التعتيم أكثر على الحقيقة. وبحكم بعض الاطلاع، فإن من مهام إحدى خلايا الجهاز الخاص، هي العمل على بث الإشاعات وخلق نقاشات جانبية وحرف اهتمامات الرأي العام عن نقاش قضايا محرجة للحركة.
هاجر وأسماء