فشل الاجتماع التشاوري والذي كانت حكومة الدبيبة تسعى من خلاله لتقديم نفسها كسلطة معترف بها عربيا، ليكون الموقف_العربي الموحد ضدها إعلان رسمي للإطاحة بها، ولكم في ( مارس 2011) آية، إن المشهد الإقليمي والدولي يشهد إعادة صياغة في طبيعة العلاقات، وتفرض تداعيات الحرب المستمرة في أوكرانيا واقعا على الجميع، الدبيبة نظريا هو الحليف المباشر لدولة تركيا وربما يتوقع أن تراهن على استمراره في السلطة التنفيذية مقابل بعد المصالح، لكنها عمليا ستوظفه كورقة في مفاوضاتها لتصفير المشاكل مع دول المنطقة، ومنذ اليوم لن تتعامل معه كحليف وأي إيحاء بذلك سيكون سياسة حافة الهاوية التي يجيدها أردوغان دون غيره. أما الجزائر فحضورها طبيعي بوصفها رئيسا للقمة العربية وهي تتمسك بخيط رفيع مع الدبيبة ستقطعه نهائيا بعد هذا الإجتماع فالدور المحوري الذي تريد أن تلعبه يتطلب منها الكثير من المرونة وخياراتها باتت محدودة جدا فتمسكها بالدبيبة سيعزز من خساراتها في الإقليم، تونس التي تعيش مخاضا عسيرا في مشروع استعادة السيادة باتت تركب القطار الخطأ في الملف الليبي وغيره من الملفات العربية فتقاربها حد الإلتصاق مع الجزائر بات مكلفا لها.
ويبدو أن الخارجية التونسية لا تستوعب فعليا ما يمارسه الدبيبة ضدها بتحالفه البيني مع القوى الرديكالية في طرابلس وامتداداتها في تونس ودول أخرى، وستضطر لإعادة تموضعها السياسي حتى لا تفقد كل شيء، قطر كان تمثيلها ضعيف ولاعتبارات دورها في ليبيا لم تتغيب لكنها ضمنيا أكدت انها ليست بعيدة عن الإجماع العربي، بقية الدول التي حضرت الإجتماع كان تمثيلها ( قلع ملام) و مجاملة فقط لا غير.
الاستاذ والكاتب سليمان البيوضي
الاستاذ والكاتب سليمان البيوضي
Entrer
Écrire à Manel Nouira