لوبوان تي ﺁن:
لازال خطاب رئيس الجمهورية الذي القاه امس عند أداء اليمين الدستورية يثير عدة ردود أفعال بين من اعتبره خطاب الأمل لما تضمنه من رسائل ايجابية أهمها إعادة هيبة الدولة ومكافحة الإرهاب والفساد والحفاظ على الحريات ومكاسب المرأة ومن اعتبره خطاب نظري لم يقدم معطيات واقعية لتجسيم شعار الشعب يريد وتنزيله عمليا للواقع وهناك من كيف هذا الخطاب بخطاب النسيان والتنكر لزعيم الحبيب بورقيبة مؤسس الدولة الحديثة وكذلك للرئيس الراحل باجي قائد السبسي إذ لم يشر إليهما الرئيس الحالي قيس سعيد ولو حتى ضمنيا كلمسة وفاء وهو ما عبر عنه الأستاذ عبد الستار المسعودي في تدوينه له :
“لازلت اذكر حضور قيس سعيد قبل الرئيس ..جنازة المرحوم الباجي قائد السبسي في ذاك اليوم الأغر ..والاحر..في المدخل الشرقي لمقبرة الجلاز..كنا جماعة نتظلل بشبه مظلة وضعت خصيصا للزائرين ..محمد الطرابلسي الوزير..والبريقي بعد ان كان وزيرا..وسعيد العايدي..ومنذر بالحاج علي..وحمدي المؤدب ..وو..وإذ بشخص قيس سعيد يحل بيننا بعد ان تعدى جميع الحواجز الأمنية التي وضعت في الطريق..كان يلهث من شدة الحر ..ووجهه محمرا كدجاجتي تقاقي..والعرق يتصبب من جبينه..صافح البعض..وقبل البعض الآخر ..ثم استوى بجانبي وسألني عن تفاصيل موت الرئيس ..هل ..وكيف..وبعد..ثم ..ومتى يحل موكب جثمانه …والكل بلغة عربية قحة..وكان علي ان ارد بمثلها بعد ان استحضرت ما لدي من زاد فيها..أي نعم قلت ..لقد شاءت الأقدار ان يلتحق بالرفيق الأعلى ..ويغير رزنامة الانتخابات كما كان يريد في قائم حياته..الرئاسية قبل التشريعية..وعلينا الان البحث عن الرئيس القادم..وسألته ان كان ينوي الترشح..؟لا أظن ..ولا ارغب..فهي مسؤولية جسيمة بعد سي الباجي..والجواب له ..ثم استرسل ولماذا لا تترشح انت..؟فقلت ..لو ترشحت لعرضت نفسي لنهش رفاق دربي في النداء وخارجها..وأنت تعرف الجماعة ..!فرد ..نعم ..نعم. اتابع معارككم البيزنطية التي لا أظن انها ستنتهي الا بانتهائكم جميعا..ثم سكت وقال..هل لك من جرعة ماء أطفئ بهاعطشي..فناولنا احد الأعوان ما تبقى من قارورة ماء ساخن ..فشرب واستحمد..ثم طلب سيجارة فكان له ذلك..واسترسل يسال ويسال إلى ان حل الموكب ..فالجنازة والدفن.. ثم افترق الجميع في خشوع ..وجاءت الانتخابات وفاز قيس سعيد بها..ودخل البرلمان وألقى خطبة بتراء..لا بسملة فيها ولا اطراء..ولا ذكر فيهاولا ترحما على الزعيم بورقيبة باني صرح هذا الوطن..ولا الباجي ..والحال انه كان من بين المشيعين لجثمان الرئيس..وتحمل الانتظار ومشقة حرارة النهارلاكثر من 3ساعات بحالها وهو منتصب القامة..ولم يضجر ولم يبدي قلقايذكر..عجبي كيف لم يترحم على الزعيم ..وعلى من ترك له كرسي الرئاسة..؟..ولولا المنية التي فاجأته لما كان لقيس سعيد ان يكون تحت قبة البرلمان في ذاك الوقت والزمان..وان كتب له فبعد اشهر أخرى من ذاك الزمان..و لعله قرأ لنيتشه ..وتأثر بكتابه.. “وهكذا تكلم زرادشت”..عن الرجل الأخير ..عجبي..عجبي”.
اسماء وهاجر