أحداثأراء

إرهاب جديد يشلّ اليوم مطارات أوروبية كبرى ويهدد حركة الطيران..ماذا عن تونس؟

لوبوان تي ان :

شهدت مطارات أوروبية كبرى، من بينها بروكسل وبرلين وهيثرو في لندن،اليوم السبت هجومًا إلكترونيًا استهدف مزود الخدمة لأنظمة تسجيل الوصول والصعود، مما أدى إلى تعطيل العمليات الجوية وتأخير أو إلغاء عدد من الرحلات.

هذه الحوادث تكشف عن هشاشة البنية التحتية الرقمية للمطارات الأوروبية أمام التهديدات السيبرانية، ويمكن تصنيفها على أنها إرهاب إلكتروني جديد يستهدف البنية التحتية الحيوية للقطاع الجوي.
وفقًا لتقارير اخبارية، اضطر مطار بروكسل إلى التحول الكامل إلى الإجراءات اليدوية لتسجيل الوصول والصعود، ما أدى إلى اضطراب كبير في جدول الرحلات.

أما مطار برلين، فقد أُبلغ عن فترات انتظار أطول للركاب وتأجيل بعض الرحلات، فيما وصف مطار هيثرو الوضع بأنه “مشكلة تقنية”، لكنه أقر بأن الأنظمة المتأثرة تخدم عدة شركات طيران عبر جهة خارجية.
الأرقام والإحصاءات حول الهجمات الإلكترونية على قطاع النقل الجوي في أوروبا تبرز حجم الخطر.فحسب تقرير أوروبي حديث، فإن أكثر من 40% من شركات الطيران والمطارات الكبرى تعرضت لمحاولات اختراق إلكتروني خلال العام الماضي، مع تأثر مباشر بما يقارب 15% من الرحلات الجوية في حالات الهجوم الفعلي.

وعادةً ما يؤدي تعطل أنظمة تسجيل الوصول والصعود إلى تأخير الرحلات بين ساعة وثلاث ساعات، بينما يمكن أن تصل الخسائر الاقتصادية المباشرة لكل مطار متأثر إلى ملايين اليوروهات يوميًا، نتيجة التكاليف الإضافية لتسيير الرحلات يدويًا، والتعويضات للركاب، وإدارة الأزمة التشغيلية.

وتكشف هذه الحوادث أن المطارات الأوروبية تعتمد بشكل متزايد على نظام مركزي لعمليات التسجيل والصعود، وهو ما يجعلها عرضة بشكل خاص لهجمات تستهدف أطرافًا خارجية مزودة بهذه الخدمات. التحليل يشير إلى أن أي خلل في هذه الأنظمة لا يستهدف المطار مباشرة، ولكنه ينتج عنه تعطيل واسع النطاق، وهو ما حدث في برلين وبروكسل.

تونس محصّنة لكن..

حتى الآن، لا توجد تقارير موثوقة تشير إلى تعرض المطارات التونسية، أو غيرها من المؤسسات، لهجوم إلكتروني مماثل. ومع ذلك، يجب على الجهات المختصة تعزيز الأمن السيبراني للبنية التحتية الرقمية لتفادي أي تهديدات محتملة. عبر طرق مقاومة الهجمات الإلكترونية وذلك ب:

*تحديث الأنظمة الأمنية بانتظام لسد الثغرات.

*تشفير البيانات الحساسة للركاب والرحلات.

*تدريب الموظفين على التعامل مع الهجمات السيبرانية.

*وضع خطط بديلة للطوارئ لضمان استمرار العمليات.

*اختيار مزودي خدمات موثوقين وفق معايير أمان صارمة.

*مراقبة الشبكات والكشف المبكر عن أي نشاط مشبوه.

تكشف الهجمات الإلكترونية الأخيرة على المطارات الأوروبية عن أن التهديدات السيبرانية لم تعد مجرد حوادث تقنية عابرة، بل أصبحت عاملًا استراتيجيًا يهدد البنية التحتية الحيوية والاقتصاد وسلامة الركاب. فالهجمات الرقمية يمكن أن تتسبب في تعطيل واسع النطاق للعمليات، وتأخيرات طويلة، وخسائر مالية ضخمة، كما تبرز هشاشة الاعتماد المتزايد على الأنظمة الرقمية المركزية. لذا، فإن تعزيز الأمن السيبراني، واتباع خطط بديلة، وتحديث الأنظمة بشكل مستمر، ليست خيارات إضافية بل ضرورة حتمية لمواجهة هذا النوع من الإرهاب الرقمي وحماية الملاحة الجوية من المخاطر المستقبلية.
وهي بالتالي إرهاب من نوع جديد قد يستغرق العالم السنوات للانتصار عليه.

 

بقلم ريم بالخذيري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى