لوبوان تي أن
تعيش تونس بعد الثورة سنوات عجاف على جميع المستويات اجتماعية واقتصادية زدات في حدتها الأزمة السياسية التي عصفت بالحزب الحاكم الذي شهد حالة تفتت بسبب انفراد القيادة الحالية بالراي وتهميش بقية الهياكل فضلا على الصراع المعلن او معركة تكسير العظام بين حافظ قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وهو صراع اثر على أداء الحكومة التي بات هاجسها الوحيد هو البقاء من عدمه وهذه هي المعركة المصيرية التي تخوضها في ظل هذا الصراع المحموم تاهت اولويات الحكومة في ضمان الحد الأدنى من الاستقرار والعيش الكريم للمواطن إذ ارتفعت الاسعار و تدهورت القدرة الشرائية للمواطن وانخفضت قيمة الدينار إلى ادني المستويات وغابت الرؤية الواضحة والاسترايجية الفعالة للخروج من الأزمة وظلت بعض الشعارات الرنانة التي تردد محاربة الفساد والفاسدين وتجربة الديمقراطية التي نتغنى بها والبلاد تغرق في المديونية والاتي قد يكون افظع وهو ماعبرت عنه الدكتورة ألف يوسف في تدوينه لها والتي أكدت ضمنها أن التسونامي قادم وسيقضي على جميع الخونة والانتهازيين والتجار الذين انبطحوا للاخوان وهذا نص التدوينة حرفيا ꞉
لم تبلغ تونس في تاريخها الحديث دمارا كذاك الّذي نشهده اليوم:
– ملفّات فساد نراها بالعين المجرّدة (جسور حديثة الصّنع تسقط، طرقات متفكّكة إلخ…)
– ملفّات إرهاب خبرناها بالشّهادات والوثائق المتنوّعة (ملفات اغتيال بلعيد والبراهمي، الشهدات على القنوات التلفزيّة…)
– سقوط مدوّ للدّينار، وارتفاع للأسعار دوريّ وملتهب، وتفقير يتغلغل شيئا فشيئا حتى انقسم المجتمع إلى ذوي الثراء الفاحش من مهربين ومهن حرّة لا تدفع الضّرائب من جهة، وشعب جلّه مفقّر…
وإزاء هذا كلّه، ماذا نجد:
– نيابة عموميّة وقضاء صامت (القضية التي قدّمت ضدّ مجهول هي فقط لذرّ الرّماد على العيون
– نوابّ ساكتون أقصى أحلامهم العثور على من يصطفّون ضدّه في 2019 طمعا…
– سياسيّون يتصارعون على بقايا “كعكة” من سلطة وامتيازات…ويقلّبون كلامهم حسب السياقات (سمير بالطّيب نموذجا)…
– معارضون أو أشباه معارضين من زمن بن علي، كلّ أهدافهم المتاجرة بالمعارضة اللاّ مجدية وحقوق الإنسان من أجل مصالح فرديّة (حمّة الهمّامي نموذجا)…
هؤلاء جميعهم ساهموا في ذبح تونس سنة 2011، وفي أكل لحمها بين 2011 و2014، وفي المتاجرة بما بقي منها من 2014 إلى اليوم…هؤلاء جميعهم من خونة وانتهازيّن وتجّار انبطحوا للإخوان ومجريمين ومتستّرين عليهم…هؤلاء جميعا خائفون “لابدون” إزاء التسونامي القادم…لأن التسونامي، بإذن الله، قادم…وسيقضي عليهم جميعا (هذا يقين، وليس قراءة سياسيّة)…
عليهم لعنة التّاريخ…
هاجر وأسماء