أحداث

محمد الغرياني لـ “لوبوان” : من الضروري الإسراع بإنقاذ البلاد من الصعوبات الهيكلية التي تعاني منها

 

  • حالة ضبابية اصابت العائلة الدستورية بعد الزلزال السياسي الذي ضرب البلاد في جانفي  2011
  • حركة “نداء تونس” سعت لتجديد الفكر الدستوري بشخصيات لا علاقة لها بالعائلة الدستورية
  • الجموع الدستورية وقع استغلالها و توظيفها باعتماد اساليب تغذي الانتهازية بغاية افساد المعدن السليم لهذه العائلة
  • حزب “المبادرة” هو حزب نضال وحزب دولة وحكم
  • عبير موسي ظاهرة مستجدة ظرفية وزائلة وغريبة عن العائلة الدستورية
  • لا يمكن ان ينجح الانتقال الديمقراطي دون وحدة وطنية
  • اخترنا المساهمة في بناء المرحلة الانتقالية ولم نهرب من تداعياتها واكراهاتها

 

لوبوان تي-آن– يعقد حزب “المبادرة” مؤتمره الوطني الاول غدا السبت 23 فيفري. حول هذا المؤتمر ومواقف الحزب المثيرة للجدل خاصة داخل الساحة الدستورية التقت “لوبوان” النائب الاول لرئيس الحزب السيد محمد الغرياني فكان لنا معه خذا الحوار.

– ما هي رهانات هذا المؤتمر الوطني الاول لحزب المبادرة؟

–هذا المؤتمر نعتبره مهما للغاية بالنسبة لحزب “المبادرة” و للبلاد و ذلك نظرا للسياق الذي ينعقد فيه. وقد اخترنا له شعار “تونس تجمعنا فلنبادر”  الذي يحوصل تمشي الحزب المبني على مفهوم ديناميكي للوحدة الوطنية ضمن اطار الانتقال الديمقراطي . هذا التمشي يعكس القيم التي يؤمن بها الحزب والتي تنبذ الاقصاء وتؤكد حق التونسي في التنظم الحر على قاعدة احترام القانون والدستور والاخلاق السياسية والمدنية . لقد انطلق الاعداد المادي والسياسي لهذا المؤتمر الذي ينعقد يوم السبت 23 فيفري الجاري منذ مدة طويلة. وعملت اللجان على الاعداد المادي وايضا المضمون لاننا نريد ان يعكس المؤتمر وضوح رؤية حزب “المبادرة” السياسية والتنموية .سنقترح اصلاحات كبرى لتنمية الحياة السياسية واصلاحات اقتصادية تتنزل ضمن منوال تنموي سنفترحه لاننا نعتبر انه من الضروري الاسراع بانقاذ البلاد من الصعوبات الهيكلية التي تعاني منها في المالية العمومية وعجز الميزان التجاري والتضخم.

– و لكن حضور الحزب ظل باهتا و ضعيفا فبماذا تفسرون هذه الوضعية؟ 

— لقد شهدت المدة الاخيرة حركية داخل الحزب ادت الى استقطاب كفاءات جديدة من العائلة الدستورية ومن خارجها وهذه الكفاءات تعتبر ان حزب “المبادرة” هو حزب نضال وحزب دولة وحكم وانه قادر على صياغة برامج من شانها ان تقطع مع حالة الركود التي تعيشها بلادنا . ونحن نستند الى الارث البورقيبي في ديناميكيته وبعيدا عن التقديس لان للحزب منهجه المتميز داخل العائلة الدستورية والوطنية وهو منهج يقوم على التعامل مع البورقيبية كفكر متطور وديناميكي ومتجدد. وقد مارسنا نقدنا الذاتي لتخليص هذا الفكر من سلبيات الشخصنة ولتوظيفه في بناء المؤسسات ومصالحة البورقيبية مع الفكر الديمقراطي والهوية الوطنية. لقد عانينا من حالة الضبابية التي اصابت العائلة الدستورية بعد الزلزال السياسي الذي ضرب البلاد في جانفي  2011 واختلاف ردود الفعل حوله وهو ما فتح الباب لظهور سلوك مضطرب في الجموع الدستورية التي وقع استغلالها و توظيفها باعتماد اساليب تغذي الانتهازية بغاية افساد المعدن السليم لهذه العائلة. واليوم بعد ثماني سنوات وعودة الوعي اصبحت المبادرة جذابة وقادرة على الاستقطاب اذ تاكد ان تمشيها هو الاسلم لتمكين الدساترة من المساهمة في البناء الديمقراطي.

حديثك عن ما وصفته بزلزال 2011 يدفعنا لسؤالك عن دور يدعي البعض انك لعبته ضد الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي و عن تنكرك حاليا لحصيلة حكمه خاصة في جوانبها الايجابية فما هو تعليقك؟

— هذا الكلام لا اساس له من الصحة لاني كنت في خدمة الدولة وهو ما يفرض الانضباط لمؤسساتها والولاء لها وحاليا فان القيادات من واجبها ان تتعامل مع المرحلة التي كانوا طرفا فاعلا فيها بعقل نقدي يسمح بتجاوز السلبيات وابراز المكاسب وتعزيزها وخاصة يمكن من عدم الوقوع في انحرافات الماضي . نحن نؤمن اننا امتداد للحركة الوطنية الدستورية وان تطوير هذا الفكر وتصحيحه لا يمكن ان يتم الا بابناءه عكس الخطا الذي وقعت فيه حركة “نداء تونس” التي سعت لتجديد الفكر الدستوري بشخصيات لا علاقة لها بالعائلة الدستورية . ومسالة تجديد الفكر الدستوري مهمة للغاية من اجل بقاء هذا الفكر فاعلا في المشهد السياسي حاضرا و مستقبلا

لكن السيدة عبير موسي تعتبر انكم خنتم الفكر الدستوري واعلنت حربا ضدكم ما هو رايك في تمشي السيدة عبير موسي؟

— عبير موسي ظاهرة مستجدة وغريبة عن العائلة الدستورية وانا استغرب كيف تجد بعض التاثير في هذه العائلة .قد يكون الامر مقبولا بعد الزلزال السياسي الذي هز البلاد في جانفي 2011  بوصفها ردة فعل على حدث عظيم ولكن تواصل هذه الظاهرة دليل على عمق الفراغ البرامجي و السياسي والفكري الذي يقع التغطية عليه برفع شعارات تحمل معاني الكراهية والتعصب والتشدد وهي على النقيض من الثقافة التي نشات عليها اجيال من الدستوريين وهي ثقافة الدولة والواقعية السياسية في التعامل مع المستجدات مهما كانت شدتها لذلك اعتبر ان عبير موسي ظاهرة ظرفية وزائلة لاغترابها وانبتاتها وهي مغامرة نحمد الله انها منحصرة في زاوية صغيرة ضمن الجسم الدستوري التجمعي واعتقد ان هذا الجسم سيلفظ هذا الورم عندما تنضج اللعبة السياسية وتتوضح قواعدها .

– هناك ايضا حديث متواتر داخل قطاعات واسعة من الدساترة عن تواطيء لحزب المبادرة مع حركة النهضة فما تعليقك؟

— نعم هناك لوم من بعض القواعد الدستورية لتمشي حزب المبادرة ومن ناحيتي اكدت في عديد المناسبات ان توجه حزب المبادرة منسجم مع ابعاد الفكر البورقيبي في ديناميكيته وتجدده و في قدرته على التفاعل مع متغيرات الواقع وينطلق الحزب من قراءة للتطور التاريخي اذ تم الانتقال من منظومة سياسية مثلت مركزية السلطة مصدر نسج مكونات المشهد السياسي والاجتماعي الى منظومة تقوم على التعددية السياسية وعلى الديمقراطية ويمثل صندوق الاقتراع مصدر نسج المشهد السياسي .حركة النهضة اليوم مكون من مكونات هذا المشهد اكتسبت موقعها من انتخابات شرعية وتتطلب مرحلة الانتقال الديمقراطي والمصلحة الوطنية البحث عن التوافقات من اجل توسيع قاعدة ومقومات الوحدة الوطنية وتعميق السلم المدني والمصالحة الوطنية من اجل تجنيب البلاد الانزلاق الى الفوضى والعنف , ونحن نعتبر ان توفير الاستقرار هو من اهم اولوياتنا حتى نتجاوز مرحلة الانتقال الديمقراطي بكل تعقيداتها وقد اخترنا المساهمة في بناء المرحلة الانتقالية و لم نهرب من تداعياتها واكراهاتها لان الدساترة قوة بناء واصلاح.

غسان الصديق

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى