أحداثغير مصنف

“الباحث “ذويب ” : فتح ملف التسفير والجهاز السري من شانه ان ينهي النهضة

لوبوان تي ان :.

تركيا مرت الى التهديد وقد تلجا لتصفية سعيد لان النهضة حليفتها في السلطة

اليسار في تونس سيختفي طالما لم يقم بتغييرات جذرية

على وقع ما بعد 25جويلية والجدل القائم حول توصيف قرارات سعيد بين المباركة لاستجابته لمطلب شعبي وهو حل البرلمان ومحاربة حقيقية للفساد والحديث عن مالات غامضة للوضع السياسي خاصة في ظل عدم محاسبة قيادات النهضة التي وجدت المجال مفتوحا للاستقواء بالاجانب لاسيما وان تونس تلقت تهديدات تركية لارجاع النهضة للحكم تحت عنوان الشرعية. هذه وغيرها من الملفات كانت موضوع حوار ‘لوبوان “مع الباحث “محمد ذويب”الذي اكد انه برغم الغموض الذي لا يزال يلف المشهد في انتظار خارطة الطريق الا ان تطبيق الفصل 163قد يلغي النهضة بشكلها الحالي او القديم من المشهد .

كيف تقيم الحياة السياسية وموقف بعض اليساريين من قرارات 25جويلية؟

في علاقة بالحياة السياسية هناك مشهد سياسي جديد بصدد التشكل من المؤكد أنه سيكون مغايرا  تماما لسابقيه فهو لن يكون كما قبل 2011 ولا كما قبل 25 جويلية مشهد جديد نتمنى أن يحقق امل  التونسيين جميعا في العيش الكريم والمساواة والعدالة الإجتماعية ويعيد لهم الأمل في تونس خاصة مع حالة اليأس والاحباط التي تفشت في صفوف غالبية التونسيين بسبب الفشل متعدد الأوجه الذي سببته منظومة 2011 وهنا نحن قد عايينا حالة الاستبشار التي عمّت غالبية التونسيين. لقد كان التونسييون قبل 25 جويلية في حالة إحباط بسبب تردي الوضع الصحي والاقتصادي والاجتماعي وانسداد الأفق السياسي وتعنت حكومة المشيشي وحزامها السياسي وعدم رغبتهم في التغيير.

بطبيعة الحال مازال الوضع السياسي يكتنفه الغموض وهو مرتبط بالقرارات التي ستصدرها رئاسة الجمهورية في الأيام القادمة وهي وحدها الكفيلة بتبيان طبيعة المشهد في المدة القادمة ولكن المؤكد أن التونسيين قد تجاوزوا مرحلة ما قبل 25 جويلية. في علاقة بمواقف الأحزاب اليسارية من الأحداث في حقيقية الأمر فإن صوت اليسار في تونس وللأسف قد انخفض كثيرا بعد تلاشي الجبهة الشعبية وهو ما أدى إلى غياب أي تأثير لليسار في الشارع أو في البرلمان أو في الحياة السياسية برمتها عموما كان موقف حزب العمال رافضا لإجراءات رئاسة الجمهورية وهو يطرح بدائل غير ممكنة في الوقت الحاضر ويقدم برامج غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع قياسا على موازين القوى في تونس فبقي موقفه مثالي طوبالي لا غير . من ناحية أخرى كانت مواقف العائلة الوطنية مستسيغة لقرارات قيس سعيد متماهية معها داعية لمساندتها مع ضرورة التقييد بخارطة طريق واضحة وهنا نذكر موقف حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وحركة تونس إلى الأمام. أظن أن اليسار في تونس قد اختفى للأسف وسيختفي أكثر في السنوات القادمة طالما لم يقم بتغييرات جذرية في مستوى الممارسة والخطاب والهيكلة والمواقف من عدة قضايا راهنة وازاحة الوجوه القديمة وإعطاء الفرصة للشباب لتصدر المشهد.

ما تعليقك على التهديدات التركية لتونس تحت عنوان الدفاع عن الشرعية؟

في علاقة بالتهديدات التركية لتونس ورغبتها في تغيير المشهد وإعادة حركة النهضة وائتلاف الكرامة للسلطة فهي أمر متوقع لأن تركيا التي تعتبر مركز الإسلام السياسي في المنطقة بدأت تشهد عزلة كبيرة بعد إسقاط السيسي للإخوان في مصر وفشل مخططاتها في سوريا وليبيا والجزائر فهي تراهن على بقاء حركة النهضة في السلطة في تونس كحليف لها لكن إسقاط النهضة لم تكن تتوقعه تركيا بالمرة وهو الذي تسبب في إعادة عزلتها وقد حاولت في البداية المناورة من أجل فرض حوار وطني يعيد النهضة للسلطة أو على الأقل يجنبها المحاسبة وهو ما رفضه سعيد. بعد تأكدها من رفض سعيد اي حوار مع النهضة في تونس تحاول تركيا مرة الضغط عبر محاولة إيقاف المعاملات الاقتصادية مع تونس وهو في حقيقة الأمر في صالح تونس نظرا لأن حجم المعاملات الاقتصادية أضر بالاقتصاد الوطني ثم هاهي تحاول لعب ورقة ليبيا للضغط على رئيس الجمهورية وقد تلجأ حتى إلى تصفية رئيس الجمهورية ومحاولة اغتياله وفق ما تؤكده عدة مصادر تحدثت عن ضلوع إرهابيين عائدين من تركيا في محاولة اغتيال قيس سعيد.

هناك اتهامات لسعيد بانه ادخل تونس في لعبة المحور المصري الاماراتي؟

لتونس تقاليد دبلوماسية عريقة ومتجذرة فهي قد نأت بنفسها عن لعبة المحاور منذ عشرات السنين وظلت مواقف تونس من القضايا الإقليمية والعالمية مقبولا تماما قياسا على موازين القوى في العالم وعلى تأثير موقف تونس اقليميا ودوليا. بعد 2011 تم الانزياح بتونس إلى معسكر معين والزج بها في لعبة محاور اقليمية كان الأولى بها تفاديها حيث تم انتهاج توجه اديولوجي معين وهو اخواني تحديدا كانت وراءه خاصة حركة النهضة والمنصف المرزوقي مما أدى إلى دبلوماسية عرجاء تسببت لتونس في عدة مشاكل هي في غنى عنها وكلفتها الكثير خاصة اقتصاديا حتى كادت تتحول إلى إمارة قطرية أو تركية وفقدت تونس علاقاتها بدول صديقة وشقيقة تجمعها بها علاقات تاريخية على غرار مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية. بعد وصول سعيد إلى السلطة وقع تلافي بعض هذه الأخطاء فتحولت تونس إلى صديقة للجميع زد على ذلك المصالحة الخليجية والمصالحة القطرية المصرية التي استفادت منها تونس كثيرا وهذا ما مكن تونس من مساعدات من كل دول العالم ساعدت على تجاوز الأزمة الصحية. بعد 25 جويلية طبيعي جدا أن تتوتر علاقة تونس نوعا ما بالمحور الإخواني خاصة تركيا وقطر ولكن تونس لم تسقط في محور اي كان بل ظلت ماسكة للعصا من الوسط حامية لمصالحها ولسيادتها الوطنية قريبة من الجميع وهو المنزع أو التوجه الديبلوماسي الأسلم.

استمرار قرار التجميد اعتبره البعض عجز من سعيد عن ايجاد حل لما بعد الفصل 80ما رايك؟

في علاقة بقرار التجميد أنا اعتبره ظرفي من الناحية الزمنية نظرا لتشعب المنظومة القانونية وللثغرات الكثيرة في الدستور ومن المؤكد أن مهمة سعيد لن تكون سهل ولكن أتصور أن البرلمان بشكله القديم لن يعود ولكن الحسم اليوم بيد القضاء فملفات إدانة عديد النواب حاضرة ومحاكمتهم يجب أن تتم فعدد النواب المطلوبين للعدالة يتجاوز الخمسين نائبا وفق عديد المصادر المطلعة في الدولة كما أن تطبيق الفصل 163 وما تضمنه تقرير دائرة المحاسبات قد ينجر عنه حل أحزاب قلب تونس وحركة النهضة وعيش تونسي نظرا للخروقات الجسيمة المرتكبة خلال الانتخابات التشريعية السابقة وهو ما يؤدي إلى حل البرلمان اليا وبالتالي عدم العودة إلى المشهد السياسي السابق.

ماهو تصوركم للبرلمان القادم هل ستنجح النهضة في اكتساحه؟

في علاقة بالبرلمان القادم لا يمكن التنبؤ بشكله أو بتركيبته لأن الكثير من الغموض لازال يلف المشهد وبالتالي علينا الانتظار قليلا فتطبيق الفصل 163 قد يلغي النهضة بشكلها الحالي أو القديم نهائيا من المشهد كما هو الشأن لحزب قلب تونس كما أن المحاسبات وفتح عديد الملفات كالتسفير والجهاز السري والإرهاب والتمويلات الأجنبية والفساد وابتزاز رجال الأعمال سيكون مؤثر جدا في تشكيل مشهد سياسي جديد في تونس. لابد أن لا نغفل أيضا إمكانية تأسيس قيس سعيد لحزب والذي من شأنه أن يحدث تغيير جذري في المشهد. أما بخصوص إمكانية اكتساح حركة النهضة للبرلمان القادم في صورة ما تم الابقاء على نفس النظام السياسي الحالي في تونس فهي ضعيفة فالحزب الدستوري الحر يتجاوز النهضة في  كل سبر  الآراء قبل 25 جويلية كما أنه ظل متماسكا مقارنة بالنهضة المهددة بالانقسام ومحاكمة قياداتها وبالتالي حتى في صورة ما عاد النظام البرلماني فإن سيطرة النهضة عليه مستحيلة.

حاورتاه  هاجر وأسماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى